وجّه نقيب المحررين جوزيف القصيفي اليوم نداء الى العاملين في الحقل الإعلامي، داعياً إياهم الى «تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والأدبية والوطنية» في هذه الأوضاع الدقيقة، وعدم الدخول في تحليلات خاطئة والتزام ما يصدر عن الجهات المعنية، في كل ما يتصل بالأمور المالية والإقتصادية والمصرفية. وشدد على أن الصحافيين في موقع المسؤولية، وينبغي لهم ممارسة «مهنتهم بشفافية» وعدم الإنجراف الى موجة «الشائعات المغرضة»، معتبراً أن النداء الذي تطلقه النقابة هو إنطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية والمهنية. وبحسب البيان، يتعين «تجاوز الخلافات والحساسيات، وإظهار الحد الأقصى من التضامن حيال الموضوعات التي تهم المواطنين وتطاول لقمة عيشهم ومستقبلهم». البيان، الذي أتى عاماً، حاولت «الأخبار» استيضاح ما تضمنه، والأسباب التي دفعت بالنقابة الى إصداره. عضو مجلس «نقابة المحررين» والمسؤول الإعلامي داخلها واصف عواضة لفت لنا الى أنّ اسباب إصدار البيان تعود الى الوضع الدقيق الذي يمرّ فيه البلد، متوجهاً الى وسائل الإعلام لتوخي الدقة في هذه المرحلة الصعبة، التي تؤثر سلباً أو ايجاباً على الأسواق، سيما أنّ «لبنان مستهدف من اكثر من جهة». عواضة وصف البيان بـ«صرخة وجع» متوجهاً إلى «الزملاء الإعلاميين»، «ليتقوا الله في بلدهم وأهلهم»، وعدم الإنجرار وراء «المصادر» في مقالاتهم وتحقيقاتهم، حتى لو كانت قريبة من الحقائق. باعتبار أنّ الرأي العام يعيش اليوم مرحلة حساسة الى درجة عالية، وعلى الإعلام طمأنة الناس بدل تخويفهم. وبحسب عواضة لم يبق سوى «الليرة» ،«السدّ الأخير أمام هذا الإنهيار». إذاً، ينطلق البيان من تعاطي الإعلام أخيراً، مع الأزمة المالية والمصرفية التي تضرب لبنان، سيما سعر صرف الليرة اللبنانية، واستنادها الى مصادر غير موثوقة، وإثارتها بالتالي هلعاً بين صفوف اللبنانيين، لسهولة فبركة الأخبار الخاطئة ونشرها سريعاً، وتأثيرها المباشر عليهم وعلى القطاع المالي والمصرفي كذلك.