أكدت «هيئة الإذاعة البريطانية» خططاً لجعل من يبلغون أكثر من 75 عاماً يدفعون رسوم ترخيص التلفزيون، مشيرةً إلى أنّ «هذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب إغلاق القنوات وإجراء تخفيضات كبيرة».
وبهذا الإجراء، سيتعين على ملايين الأسر البدء في دفع حوالي 197 دولاراً أميركياً سنوياً، اعتباراً من حزيران (يونيو) 2020 للحصول على حق مشاهدة البث التلفزيوني المباشر والوصول إلى خدمة iPlayer التابعة لـ «بي. بي. سي».
وجدت الأبحاث التي أجرتها مكتبة مجلس العموم أنّ 3 ملايين أسرة ستفقد ترخيصها التلفزيوني المجاني نتيجة لهذا القرار. وقالت bbc إنّها ستواصل تقديم تراخيص تلفزيونية لمن هم فوق 75 عاماً ممن يمكنهم تقديم أدلة على أنهم يطلبون الحصول على ائتمان تقاعدي، وهي ميزة تم اختبارها بواسطة وسائل مصممة لمساعدة كبار السن.
مع ذلك، فإنّ ما يصل إلى 1.3 مليون عائلة يحق لها الحصول على معاش تقاعدي لا تطالب بالاستحقاقات، وفقاً للأرقام الحكومية الرسمية، مما يشير إلى أنّ العديد من الأسر الفقيرة سوف تتضرر بشدة من هذا التغيير، بحسب ما ذكرت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية.
من جهتها، لفتت مؤسسات خيرية إلى أنّ بعض المشاهدين المسنين سيتم دفعهم إلى الفقر النسبي من خلال القرار، مع مخاوف بشأن ما إذا سيكون المشاهدون الأكبر سناً قادرين على إثبات أنّهم يتلقون مخصصات أم لا.
تم تطبيق سياسة تراخيص التلفزيون المجانية لمن هم أكبر من 75 عاماً في عام 1999 من قِبل مستشار حزب العمل آنذاك، جوردون براون، على نفقة الحكومة، والتي دفعت لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» لتقديم الخدمة. على الرغم من ذلك، في عام 2015، توصلت حكومة المحافظين، بقيادة جورج أوزبورن، إلى اتفاق يتم بموجبه إلغاء الدعم بحلول عام 2020، مع قيام المذيع بتحمل تكلفة تراخيص التلفزيون المجانية.
وقالت الشركة إنّ الكلفة السنوية البالغة نحو 950 مليون دولار للحفاظ على الوضع الراهن كانت ستستهلك خُمس ميزانيتها، أي ما يعادل إجمالي المبلغ الذي تنفقه على كل من «بي. بي. سي 2» و«بي. بي. سي 3» و«بي. بي. سي 4» و«بي. بي. سي نيوز» و«سي. بي. بي. سي» وCBeebies. علماً بأنّ bbc تقدّر أنّ الاقتراح الجديد سيكلف حوالي 319 مليون دولار سنوياً، الأمر الذي يتطلب بعض التخفيضات، ولكن بالتالي لا يتم إغلاق القنوات.
أما المدير العام لـ «هيئة الإذاعة البريطانية»، طوني هول، فشدّد على أنّ قرار اختبار رخصة التلفزيون المجانية من شأنه أن يحمي المحتاجين، مضيفاً: «لم يكن هذا قراراً سهلًا. في حين أننا نعلم أن دخل المتقاعدين قد تحسن منذ عام 2000، فإننا نعلم أيضاً أن ترخيص التلفزيون يدرّ أموالاً كثيرة بالنسبة للبعض».