في العام 2005، أصدر فؤاد السنيورة مرسوماً حكومياً قضى بإلغاء عيد «المقاومة والتحرير» من قائمة العطل السنوية، شاطباً هذه المناسبة التي أرّخت لتاريخ مجيد في لبنان والعالم العربي. على أبواب الإحتفاء بمرور 19 عاماً على المناسبة، نقف كما في كل عام، أمام مشهد لبناني خجول إعلامياً، يكاد يطيح بالعيد المفترض أن يكون وطنياً، ومحطة جامعة، للحظات اندحار العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة اللبنانية، بفعل المقاومة الوطنية وتضحياتها. الإعلام المنقسم على نفسه، يكاد بعضه لا يتذكر حتى هذه المناسبة، أو يعيد التذكير بها وبمحطاتها الناصعة في أيار (مايو) من العام 2000، عن عمد أحياناً تحت باب النكايات السياسية. بعد مرور 19 عاماً، ماذا بقي من التحرير أو من المقاومة التي حاول بعض الإعلام في السنوات التي خلت، إسقاط مصطلحها أي «المقاومة» ليضحي «عيد التحرير»، وتغييب الجهة التي قامت بهذا الإنجاز؟ وسط غياب أي كتاب أو مرجعية تؤرخ وتوّثق لهذه المناسبة، يبقى الإتكاء على مبادارت فردية من هنا أو هناك. في عصر السوشال ميديا، تعاد صور من ذاكرة «25 أيار»، ذاك اليوم الذي كرّس كعيد للتحرير وللمقاومة. علماً أن هذا التاريخ سبقته بأيام محطات قد ينساها الفرد، أو الجماعة، وثّقتها كاميرا «المنار» وقتها، ودخلت القرى المحررة. لا أحد ينسى الأيادي التي انتزعت القيود من معتقل «الخيام»، ولا احتشاد الأهالي في الساحات، ورقصهم فرحاً بهذا النصر العظيم. صور تستند الى ذاكرة يعتّم عليها لبنانياً، وتبقى محاولات خجولة تحاول إحياء هذه المحطات. صفحة «ذاكرة المقاومة» التي أنشئت العام الماضي على تويتر، وتعنى بالحفاظ على الآثار العسكرية والثقافية للمقاومة، تدأب منذ أيام على نشر فيديوات، وملصقات تعود الى ذاك التاريخ. «اللحظات الأولى للتحرير» في بلدة «الطيبة»، في 21 أيار 2000، محطة فتحت الباب على تحرير باقي القرى، وعلى توثيق الكاميرا للمسيرات البيضاء للأهالي، إبان احتفالهم بزوال الإحتلال عن أراضيهم. صورة أخرى، وثّقت لحشد من الأهالي فاق المئتيّ شخص، دخلوا بلدية «الغندورية» بعد ابتعاد قسري امتد منذ العام 1978. وبالتأكيد كلنا لا ينسى الشعار الأول الذي طبع على ملصق أصفر ويعبر عن عيد «المقاومة والتحرير»، والذي رافق وقتها كل لبنان من شماله الى جنوبه.