يختتم الليلة مسلسل «ثواني» في حلقته الستين على lbci. صحيح أن العمل (كتابة كلوديا مرشليان- إخراج سمير حبشي)، أعاد «تدوير» أفكار معلبة من الدراما، كصراع الفقراء والأغنياء، والسلطة والنفوذ وشراء الذمم، الا أن ما دار في فلكه، يمكن أخذه في الإعتبار، خاصة أنه يضيء على واقع النساء من زوايا مختلفة، حقوقية، إنسانية، والصراعات التي تحكم مصائر هؤلاء بدءاً من «هنادي» (ريتا حايك)، بطلة العمل، التي تعيش حياة تعيسة، إذ تتركها أمها مرغمة في صغرها، وتتزوج من رجل جشع، لا يعترف بأي أخلاق، فتنجب منه صبياً. هنا، تتركز القصة على نضال إمرأة، تركت وحيدة، لا تملك المال، وانكسرت مرات عدة، للإستحصال على الطلاق، والفوز بحضانة ابنها. إضافة الى تشريع باب الحب لها، حتى لو كانت مرتبطة صورياً، بعلاقة جمعتها بـ «سامي» (رودريغ سليمان). رجل يناقض زوجها «رائد» (عمار شلق)، في الأخلاق والسلوكيات. الى جانب الإضاءة على واقع المرأة الصعب، في قضايا الطلاق والحضانة، خاصة إذا كانت لا تملك المال، تبرز بشكل أساسي الممثلة ستيفاني عطالله، في دور «لارا»، ابنة «سهيل كرم» (فادي ابراهيم)، و«منى» (نهلا داوود). «لارا» الشخصية المركبة نفسياً، كإنعكاس لما تعيشه في بيئتها، من اهتزاز صورة ابيها المجرم، وأمها/ الضحية، التي سعت قدر استطاعتها لأن تعوّض غيابها عن ابنتها «هنادي». تركيبة ليست هينة، قامت بها عطالله، جسدت امرأة «متحررة» في الشكل، واللباس، والمنطق، وأخرى هشّة، ضعيفة عندما تركن الى غرفتها، بين جدران أربعة. في حلقة الأمس، شاهدنا مشهداً قوياً جمعها مع «داني» (نيكولا مزهر)، في منزل عشيقته السابقة. ما خرج من حوار بينهما، يعكس نظرة مختلفة زرعت عن عمد درامياً، كمحاولة لكسر تنميط المرأة التي تتحرر في لباسها، وتسعى الى الخروج مع شبان، من دون أن يعني ذلك، «تورطها» في إقامة علاقات جنسية معهم. في المشهد، نرى مواجهة بين الثنائي المفترض أنه يتبادل الحب، من دون أن يعلن أي طرف للآخر، تجنباً لأي مخاوف قد تحصل لدى الطرفين. تأخذ «لارا»، حبيبها الى غرفة نوم، كان سبق أن مارس فيها الجنس مع أخرى. وبنبرة ملؤها الإنكسار والغضب، تسأله باستهجان «أنا فلتانة؟»، «أنت شخص ما بتحترمني»، كانت توجه له رسالة هنا مفادها انها لم تقم بأي علاقة مع أي أحد، عندما علمت بأنها تحبه، وهو قام بخلاف ذلك، مع امرأة أخرى، لتستنتج بأنها هنا «أشرف منه بكثير»، رغم «أنها مجنونة وبتخوّف». تتلخص رسالة الحوار بالآتي: أن ليست كل إمرأة تثمل، وتكشف عن تفاصيل جسدها في اللباس، وتصيب صراحتها بل وقاحتها أحياناً محيطها، هي امرأة «ما بتسوى»، أو يحكم عليها أخلاقياً، مقابل إمرأة أخرى، احترمها هذا الشاب، رغم أنها منذ اللقاء الأول ساقته الى سريرها. إذاً، خلطة درامية، تنظر في قضايا المرأة، وواقعها، وتفاعل محيطها معها، الى جانب قصص كثيرة تفرعت من هذه القصة أبرزها، شخصية «دعاء» الفتاة القاصر التي تزوجت وأنجبت وقتلت رضيعتها، بدون قصد، وعادت وأقامت علاقة جنسية عابرة مع شاب استغل ضعفها، واعتقدت أنه يحبها، ويريد حمايتها.