كانت كلّ التوقّعات تدلّ على أنّ إطلالة أحمد حلمي في برنامج «نجوم صغار» الذي عُرض على قناة mbc، ستشكل نقلة نوعية في عالم البرامج الحوارية المتخصّصة للأطفال. فالنجم المصري معروف بعفويته وخبرته بلقاء الأطفال بعدما قدّم في السابق برامج عدّة في هذا المجال. لكن مشروع حلمي كان أقل من التوقعات التي وُلدت لحظة بثّه على الشاشة السعودية. قبل أيّام، وصل «نجوم صغار» إلى نهايته، مودّعاً المشاهدين بعد سلسلة حلقات استضاف خلالها النجم المصري مجموعة كبيرة من المواهب العربية البارزة. لكن خللاً ما أصاب البرنامج، أدّى إلى ابتعاد حلقاته كلياً عن المنافسة، وعدم حجزها مساحة من اهتمام روّاد السوشال ميديا. فمن تابع «نجوم صغار» يعرف أنّ المشكلة الأساسية فيه تكمن في كثرة المواهب التي استقبلها حلمي، وتؤدي إلى تعتيم على المواهب أخرى. فقد أطلت مواهب لا تستحق الظهور، مع العلم بأنّ الفورما العالمية للبرنامج تفرض استقبال مجموعة كبيرة من الأطفال، لكن الضيوف عادة يكونون خارقي الذكاء. لذلك كان على القائمين على النسخة العربية، أن يدركوا أنّ مثل هذه المشاريع في عالمنا كانت تكتفي باستقبال عدد محدّد من المواهب العربية اللامعة وإعطائها مساحة أكبر. كما تعرّض «نجوم صغار» لعملية مونتاج كبيرة بدت واضحة في الحلقات. كما أن البرنامج لا يقوم على مبدأ الخسارة والربح، وكان من الممكن التركيز على نقاط أساسية بدلاً من الاتكال على عنصر الإبهار بالإضاءة والديكور. من هذا المنطلق، كان «نجوم صغار» عادياً، وشكّل خطوة متعثّرة في مسيرة أحمد حلمي الذي يملك من خفة الظل والذكاء ما يكفي لتولّي برنامج يضمن نجاحه مئة في المئة. كما أن «كارت» حلمي في التقديم «احترق» بعدما قدّم برنامج الأطفال إضافة إلى حضوره في لجنة تحكيم برنامج «للعرب مواهب» الذي ينطلق السبت المقبل على قناة mbc، إلى جانب علي جابر ونجوى كرم. من هذا المنطلق، ربّما عليه الابتعاد عن الشاشة في السنوات المقبلة ليشعر المشاهد بالاشتياق لحضوره. هكذا، ربح الأطفال «شوفة» حلمي بينما خسر الأخير فرصة كانت من الممكن ألا تكرر في المستقبل.