يصرّ الكاتب السياسي والصحافي جوزيف أبو فاضل على تقديم «مأثرة» بين الفينة والأخرى. بعد غياب ملحوظ عن الظهور التلفزيوني لأسباب صحية، خرج أخيراً، من بوابة lbci، وتحديداً برنامج «نهاركم سعيد»، ليكرر خطاباً ذكورياً مهيناً بحق المرأة اللبنانية وحقوقها، ويكرّس النظرة المنمطة تجاهها. الحلقة التي بثت بعد يوم واحد من تشكيل الحكومة، وتخللتها لقاءات متفرقة مع مجموعة من الوزراء والوزيرات، أعاد فيها أبو فاضل موقفه الرافض لإعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، قائلاً: «البلد ما بيتحمّل»، «ما فينا نغيّر ديموغرافيا البلد». كلام كرره سابقاً في تغريدة نشرها منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأثارت وقتها ضجة عارمة على مواقع التواصل، لما تضمنته من قساوة في التعبير بدعوة المرأة اللبنانية إلى الرحيل مع زوجها الأجنبي خارج بلادها. الى جانب الموقف الحقوقي للمرأة الذي يعبّر فيه أبو فاضل كل مرة، عن تصلّب وإختباء خلف أسطوانة «التوطين»، وتغير الديموغرافيا، لم يشأ الصحافي اللبناني، الا أن يتحفنا مجدداً بذكورية فاقعة، هذه المرة على هواء lbci. في معرض سؤال مقدم البرنامج مالك الشريف عن تواجد أربع نساء داخل الحكومة، اختصر الضيف هؤلاء النسوة بـ «الأنوثة»، و«الترتيب»، و«الترطيب». استخدم أبو فاضل عبارات ومصطلحات ذكورية، واختصر المرأة بأدوار لا تمت لها بصلة، ولا بمركزها الوزاري الجديد . فقال إنّها ستسعى الى «ترطيب الأجواء»، ومنع باقي الوزراء الرجال من أن يتفوهوا بكلام أو نكات جنسية. «يعني شو بدّو يقعد يحكي الواحد قدام مَرا؟ ما فيك تحكي. اذا بدّك تفلّت حكي ما فيكّ، اذا بدّك تحكي كلام خارج عن المألوف ما فيك». هكذا عقّب أبو فاضل على تواجد الوزيرات في الحكومة الجديدة، وسط غياب أي محاججة من قبل المذيع، الذي اكتفى بتأييد كلام ضيفه، أو أقله ردّ بالهمهمة.