هل يؤدي تغيير الأشخاص القائمين على الرياضة السورية إلى فوز المنتخب السوري؟ يتساءل أحد المذيعين على الفضائية السورية، مشككاً في جدوى استقالة أي مسؤول بسبب «ضغط شعبي» على مواقع التواصل الاجتماعي. وطرح المذيع أحجية مسائية على المشاهدين: هل نسمح لـ «داعش» بأن يحقق ما فشل به على الأرض عبر هذه الوسائل «المشبوهة»؟ شعر الوزير الضيف بالنشوة من كلام محاوره، وأسهب «دون مقاطعة» في شرح «المؤامرة»، وأنكر وجود جميع الأزمات من غاز وكهرباء وحليب وغيرها، مؤكداً أن هذه الأزمات أشعلتها العقوبات الاقتصادية فقط، وتقوم بتأجيجها مواقع التواصل الاجتماعي التي تدار من الخارج.هكذا ردّد الوزير السوري خلال الحوار «الودّي»، كلام رئيس مجلس الشعب السوري البرلمان حمودة الصبّاغ، الذي «بق البحصة» مؤخراً وأطلق ملحمة كبرى ضد الفايسبوك و«مشتقات التواصل الاجتماعي التي تدار خارجياً لإحداث بلبلة وفتنة بين السوريين المنتصرين» حسب تعبيره.
وصفق له حالاً عضو المجلس محمد قبنض، الذي اشتهر بنظرية «الطبل والزمر» في الإعلام، مؤيداً كلام رئيسه، وفي جلسة يفترض أنها لاستجواب الحكومة، قال صاحب شركة الإنتاج الدرامي: «الوزراء لا ينامون من التفكير في هموم المواطن!».
ودعماً لهذه النظرية، خرجت «الإخبارية السورية» بسؤال مبتكر عبر برنامج جرى بثه مباشرة على فايسبوك: «هل يمكن للمواطن السوري الذي صمد ثماني سنوات أن يُهزم اليوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الأصوات والقنوات المشبوهة؟»، ثم قامت القناة بحذف جميع التعليقات المعارضة التي أتت معاكسة لوجهة نظرها.
وفور إطلاق الحملة الشعواء ضد صفحات «الموقع الأزرق»، تماهى معها المحللون الذين تستضيفهم القنوات السورية، لدرجة أن أحدهم ربط بين الحملات الفايسبوكية «المغرضة»، والعدوان الإسرائيلي والتفجيرات الإرهابية في دمشق، ورأى آخرون أن «سوريا التي تعرضت لحرب كونية لن تسقط بسبب جرة غاز»، وأن على المواطنين الصبر والتحمل، وعدم الانجرار وراء هذا الحملات «مجهولة المصدر».
على الصعيد الفني، وبعد استياء بعض الفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الأزمات المعيشية التي تعصف بالبلاد، خرجت بعض الأصوات من الوسط الفني للرد على زملاء المهنة، وكان أبرزهم الفنان زهير عبد الكريم، الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يقرأ خطاباً مكتوباً زعم أنه «البيان رقم واحد»، تضمن مزايدات على زملائه، لأنهم لم يعانوا مثله، واتهمهم بأنهم «عملوا في الخارج وقبضوا مبالغ كبيرة ثمناً لوقوفهم ضد الوطن».
ووصلت الحملة على «السوشال ميديا» إلى منابر المساجد، حيث قال خطيب المسجد الأموي مأمون رحمة في خطبة الجمعة الماضية التي بثت على الهواء مباشرة، إنه «لا يجوز الالتفات الى ما يقال من ثرثرة وكذب على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها حملة ليست بريئة يشنها أعداء الوطن» مستشهداً بأحاديث وآيات قرآنية.
ولم يكتف بعض الإعلاميين الحكوميين بالرسائل المباشرة والفجّة التي يقدمونها في وسائل الإعلام التقليدية، بل فتح هؤلاء النار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد منتقدي الحكومة من زملاء المهنة والناشطين ووصلت المزايدات إلى درجة التخوين والطعن بالوطنية والتهديد! وخرج أحدهم باقتراح فريد من نوعه على الحكومة السورية يقضي بحجب جميع مواقع التواصل الاجتماعي نهائياً، لأنها كانت السبب وراء الأزمة. وبينما كان هؤلاء منشغلين في الرّد على «أصحاب الأقلام المأجورة»، كان عناصر الشرطة يكبلون رجلاً مسناً في حلب أمس، بعد القبض عليه متلبساً بجريمة بيع 5 ربطات من الخبز بطريقة غير مشروعة ليؤمن لقمة عيشه. وباعتباره إنجازاً، عرضت الشرطة صورة العجوز على الجمهور بشكل مهين عبر «مشتقات» التواصل الاجتماعي!