بشعر منكوش، ومظهر عصري، دخلت أمل طالب، طالبة المسرح، عالم الشهرة، من بوابة السوشال ميديا، عبر اشتهارها بمجموعة فيديوات قصيرة، كوميدية، تتحدث فيها باللهجة البقاعية. صحيح أنّ طالب التي انتقلت الى برنامج «لهون وبس» على lbci، وخصص لها هشام حداد فقرة أسبوعية ثابتة، لم توفق أحياناً في حبك مواقفها الساخرة من الأحداث السياسية والإجتماعية، لكن لا شك في أن هذه الفقرة تلقى رواجاً عالياً، ويتداولها الناشطون على نطاق واسع. هذه الإبتسامة التي ترسمها طالب على وجوه العديد من المشاهدين، تخفي وراءها تحسراً واضحاً، على ما تتعرّض له من حملات ومضايقات على وسائل التواصل الإجتماعي. ويبدو أن الكيل طفح أخيراً، لدى إعلائها الصوت، في وجه هؤلاء ضمن منشور فايسبوكي، يعبّر بين طياته عن ألم، لمحاكمتها من قبل «أهل بعلبك»، الذين ينتقدون بشدة استخدامها للهجة البقاعية على الشاشة، ويعتبرون أنها تخصهم وحدهم. المنشور فجرت فيه طالب كل نقمتها على هؤلاء الأشخاص الذين نسوا معضلات حياتهم وراحوا يتفرغون لإنتقاد لهجتها فقط، قائلة لهم: «يا جماعة انتو اللي لازم يمثلوكم مش سائلين فيكم..ناطرين أنا مثلكم.. اني بمثل حالي بس».

وربما ما ذكرته في هذه العبارة الأخيرة، يلخص الهدف من كتابة هذا المنشور وإعلاء الصوت بوجه من «يتنمرون» عليها. لا شك في أن أمل طالب، التي تتمتع بموهبة وبشخصية متفردة، تخرج عن الإطار المنمّط للمنطقة البقاعية الآتية منها (بدنايل)، فهي رسمت «ستايلها» الخاص في اللباس والشعر، وطريقة التخاطب، حتى لو «زحطت» أحياناً منها اللهجة البقاعية، التي كانت معبرها الى عالم الأضواء والشهرة. ولعلّ ما قاله اللواء جميل السيد رداً على هذه الحملة، يختصر هذه المشهدية، إذ علّق قائلاً: «كل منطقة لها لهجة، واللهجة ملك عام، لهجتك حرّة فيها (..) ويلي مش عاجلو (..) يغيّر لجهتو».