حلقة «منا وجرّ» على mtv، ارتأت أن تقدم «هدية» الى متابعيها ليلة «عيد الميلاد»، عبر إستضافة نادين الراسي، بعد غياب عن الإعلام، وبعد سلسلة خضات طالت حياتها الشخصية على وجه التحديد. حلقة لم تكن موفقة أبداً. قد تشعر الراسي أنها بحاجة للخروج الى الأضواء، والى عالم الإعلام، لتظهر أنها قوية وتروي معاناتها، لكن، في المقابل، ما تضمنته الحلقة، ظهّر أكثر ضعفها، وعدم تعافيها كلياً مع ما حدث معها، وحتى غياب التصالح مع هذه الأحداث. أكّد هذا الأمر، انهيارها لمرات عدة بالبكاء، وعدم إتزانها في الكلام، والتصرفات. الإعلام الذي شكل جزءاً أساسياً من «مصيبة» الممثلة اللبنانية، أسهم «منا وجرّ»، في إعادة إنتاجها، وتحول بعض المتواجدين على طاولته الى قضاة، سهل عليهم، مساءلتها. طيلة الحلقة لم يفهم غير المتابعين لما حدث مع الراسي، مضمون ما تقوله، إذ كان الحوار أشبه بالألغاز، لم ينقل تفاصيل صريحة على الهواء. لكن طيلة الوقت، كانت الراسي تتحدث عن هذه الأمور، ونتائجها، كأن هناك «كود» معيناً مع فريق العمل لا يفهمه سواهم. «وحيدة في ليلة الميلاد»، كان عنوان الحلقة. عنوان يستدعي الشفقة، والتعاطف، لإمرأة تعّيد ليلة الميلاد وحيدة، ومنزلها «مصقع» كما قالت. من محاولة الإنتحار، الى تعاطيها العقاقير المختلفة، ومتابعتها لوضعها الصحي عند الأطباء... هكذا، كانت محاور الحلقة، التي أضيف إليها، نشر تغريدات تخص المرحلة الماضية من حياة الراسي، وقد تفاعلت مع بعضها بعنف كبير. هكذا، استدرجها البرنامج، عبر «نكش» هذه القضايا، الى تبيان صورتها كامرأة مهزوزة من الداخل على الصعيد النفسي. لم يرحم هؤلاء حالتها، بل عملوا على تحفيز وجعها، وليس آخرها، وضع أغنية للراحلة داليدا je veux mourir sur scène،لتذكيرها ربما بقصة إنتحارها.في المحصلة، لم يكن إختيار الراسي مجدياً لتطل في ليلة الميلاد، سيما في الظروف التي ما زالت تعاني منها، وعلى رأسها نزاع حضانة أولادها مع طليقها (تم حذف المقطع المتحدث عن هذه القضية)، وقصة تخلي عائلتها عنها بعد «فضيحة» الصور. لم يرحم «منا وجر» عذابات الراسي، بل عمل على النكء بها، وفتح الهواء لقصص بالتأكيد لن تهم الناس، بقدر ما تظهر جانباً ضعيفاً منها. حلقة شغلت الرأي العام اللبناني، لما تضمنته من مواقف صعبة وقاسية. قد تكون الحلقة حققت «سكوباً» في الإستضافة، لكن الأكيد أن الراسي كانت «ضحية» الإعلام من جديد!