عرفت ريما كركي كيف تنسحب من البرامج الاجتماعية في الوقت والزمان المناسبين. بعد تقديم مواسم عدة من برنامج «للنشر» على قناة «الجديد»، راحت المقدّمة اللبنانية تبحث عن أفكار جديدة، فخرجت بـ «إيه في أمل» الذي تعمل عليه حالياً. لكن في هذا الوقت، بدأت كركي أيضاً تقديم الموسم الثاني من برنامج «حكايتي مع الزمان» كل أحد (20:00 بتوقيت بيروت) على قناة «دبي» (20:00 بتوقيت بيروت). البرنامج التلفزيوني الذي يدور في فلك الصراع مع الزمن والشيخوخة، يحمل تحديات كثيرة، فتصوير كل حلقة يستغرق يوماً كاملاً بين تغيير الثياب والمكياج. علماً أنّ فريق عمل كبيراً متخصصاً في المكياج يضيف لمسات التقدم في العمل على وجوه الضيوف.
هكذا، تولت كركي دفة برنامج مختلف من جميع النواحي، وبعيد كلياً عما قدمته سابقاً. عادت إلى ملعبها الأول، وهو الحوارات الهادئة واللحظات الانسانية التي إنطلقت فيها على قناة «المستقبل» قبل سنوات. بدت كركي مرتاحة بحوارها مع ضيفيتها في الحلقة الاولى وهما نيللي كريم وصديقتها الستايلست أنجي المرّ. جلست كركي قبالة ضيفتيها المصريتين، لتعلن عن لقاء مشبع بالحالات الانسانية والمواقف التي تحرّك المشاعر. تنقّلت بهدوء بين فقرات العمل، وسط إبتسامة لم تفارق وجهها. لعلّ أبرز ميزات البرنامج أنه ليس حوارياً فقط، بل يحمل نفحة إنسانية واضحة، ويعكس حالات الضيف وتأثره بتقدمه في العمر. فكيف لنا أن ننظر إلى المرآة ونكتشف أننا كبرنا بهذه السرعة؟ تشاركت ريما لحظات التقدّم في السنّ التي أصابت النجمة المصرية وصديقتها، ولمست مخاوف كل إمرأة من الزمن والتغيرات التي تصيب شكلها من التجاعيد وفقدان جاذبيتها. وكانت ريما صادقة بمشاركة ضيفتيها بالحوار، ومساعدتهما على التعبير عن كل ما يجول في بالهما. كانت الحلقة الأولى من البرنامج أشبه بـ«بروفة مع الزمن»، وسبقت كركي الحاضر وإنتقلت إلى المستقبل بلمحة البصر، وواجهت خطوط الزمن بحكاية بعيدة عن تكرار البرامج الاجتماعية التي فات قطارها.