في إطار تغطيته لعودة التلامذة الفلسطينيين الى مدارسهم، وثّقت عدسة المصوّر منيب سعادة، لحظات مؤلمة، لإفتتاح الموسم الدراسي في بعض المدن الفلسطينية. على صفحته الفايسبوكية، نشر الأخير مجموعة صور التقطها لمجموعة أطفال فلسطينيين، من بين 500 ألف تلميذ/ة، عادوا الى صفوف مدارسهم، التي بقيت صامدة ولم تهدمها قوات الإحتلال الإسرائيلي (أكثر من 24 مدرسة تم هدمها بالكامل أخيراً). هؤلاء التلامذة وجدوا بعض زملائهم بحكم الشهداء، فارتأوا تخليد أسمائهم عبر لافتات ورقية صغيرة، دوّنت على مقاعدهم الخالية. الى جانب هذه الصور القاسية، استطاعت لقطة المصّور الغزاوي، التي وثقها في قرية «مسافر يطا» (محافظة الخليل)، أن تلفت أنظار العديد من الناشطين، الذين أخذوا يتداولون الصورة بكثرة. اللقطة تظهر جنباً من هذه القرية التي يسعى الإحتلال على الدوام الى تهجير أهلها، والتنكيل بهم لصالح الإستيطان الصهيوني. البلدة المهدمة، صنع سكانها من الحطام والرماد حياة جديدة.
هكذا، تحولت الإطارات المطاطية الى معدات لوجستية لبناء مدرسة مؤقتة (خلدة الضبع) في العراء. هناك، جلس التلامذة الفلسطينيون مع مدرِسهم، في الهواء الطلق، رافعين علم فلسطين مرفرفاً، ومتحدين كل أشكال الظلم والموت الذي يريد الإحتلال أن يصنعه بهؤلاء.