الأزمة السياسية والديبلوماسية وحتى التجارية المندلعة بين كندا والسعودية، بلغت أوجها أخيراً، مع تعليق السعودية رحلاتها الجوية الى كبريات المدن الكندية «تورنتو»، بعد تجميدها للتبادل التجاري مع كندا، وإيقافها منحاً دراسية لطلاب سعوديين هناك، وطردها السفير الكندي من بلادها. كل هذه الإجراءات المتسارعة في الساعات الأخيرة، أتت على خلفية إنتقاد كندا لإعتقال الناشطة سمر بدوي شقيقة رائف بدوي المتحجز في السعودية منذ العام 2015. تغريدة السفارة الكندية في السعودية قبل يومين عن «قلق كندا من الإعتقالات الإضافية لنشطاء في المجتمع المدني وفي حقوق المرأة في السعودية»، شكّلت القنبلة التي أرست بشظاياها، توتراً عالياً بين البلدين.




هذا التوتر العالي انعكس في تصاريح الخارجية السعودية، التي أكدت أن اعتقال النشطاء يأتي ضمن «إطار قانوني»، معتبرة كلام كندا «تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للمملكة». كان لافتاً في هذه الأزمة، ما نشرته أمس قناة «العربية»، من تقرير مشغول على طريقة الأنفوغراف، بعنوان «تقارير لناشطين تطالب كندا بتحسين وضع السجناء بما يوافق حقوق الانسان». تقرير (1:12)، لاقى موجة عارمة من السخرية، لتضمنّه إنتقاداً لاذعاً للحكومة الكندية، في ما يخص تعاطيها مع السجناء في بلادها. تحدث التقرير عن «أسوأ السجون الكندية»، وعن الظروف «المأساوية»، التي تواجههم هناك، من «إفراط في إستخدام القوة»، الى «سوء الخدمات الصحية»، و «العنف ضد النساء»، وصولاً الى «إحتجاز الأطفال»، ووصول مدة السجن الإنفرادي من 15 يوماً الى سنوات..
مضمون التقرير، أعاد تذكيرنا بعضوية المملكة، في «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، وهي التي تملك سجلاً دموياً في مجال حقوق الإنسان، وإعتقال الناشطين/ات، وفي مجال الإعدامات، ومختلف الإنتهاكات. وها هي اليوم، تبدي «قلقها»، على السجناء في كندا، وعلى تعنيف النساء والأطفال... نكتة جديدة من المملكة، آتية هذه المرة على شاكلة تقرير إخباري!