قبل شهر تقريباً، ظهر الفنان زياد الرحباني، على شاشة «المنار»، بعد إنقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات، في برنامج «حديث الساعة» (إعداد وتقديم عماد مرمل). ظهر وقتها أمام جمهور متعطش، تابعه بشغف، وأعلن حينها صاحب «بالنسبة لبكرا شو؟»، عن «الصلحة» مع والدته السيدة فيروز، وعن حفلات مشتركة بينهما قريباً. رغم أنها حصلت بعد طول إنتظار، الا أن هذه المقابلة لم تستأثر بالوهج كما حصل أمس، على «صوت الشعب». حلقة أمس من «حوار فاتن» (إعداد وتقديم فاتن حموي)، التي استضافت الرحباني الى جانب الممثل طارق تميم، كانت أشبه بتظاهرة شعبية، شارك فيها كل محبي زياد، على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديداً على الصفحة الرسمية للإذاعة العريقة. التفاعل كان عالياً مع المقابلة، التي بثت مباشرة عبر صفحة «صوت الشعب»، لأكثر من ساعتين، إضافة الى الأريحية التي أظهرها «ملك الساحة على بياض»، فبدا مرتاحاً في الأستديو، سيجارته بيده طيلة الوقت، ولم يتوان عن تمرير النكات والقفشات التي اعتاد عليها الجمهور. محاور وأحاديث كثيرة خيضت في هذه المقابلة، من الموسيقى الى حفلات فيروز، فالسياسة والمقاومة و «الحزب الشيوعي»، مع كشفه عن عودته الى «صوت الشعب»، ضمن برنامج مشترك، مع تميم، وعن صدور قريب لـ DVD خاص بحفلتيّ «بيت الدين»، ولألبومين إثنين للمغنية منال سمعان، وللموسيقي المصري حازم شاهين.
إذاً، اختلفت المقابلتان، واستطاع الحديث الإذاعي أن يسطو على المشهد أمس، الذي امتدّ من برلين الى الشام فبيروت. ربما وجد الرحباني، مكاناً أرحب في الإذاعة التي يحب، فنسي بالطبع أن صورته المرئية تخرج الى آلاف الناس، بعفويتها وصراحتها القاسية في كثير من الأحيان خاصة في ما خص الوضع الفني المزري في لبنان. فكان ملتحماً بهم، عبر الصوت (فتح المجال للإتصالات الهاتفية في الأستديو)، أو عبر الصفحات الإفتراضية، وزاد الأمر تألقاً أنه كان مرتاحاً لكل هذه التظاهرة.