لعلها المرة الأولى، التي يترشح فيها عدد كبير من وجوه الشاشة، في منازلة الإنتخابات النيابية المقبلة. عدد منهم إنسحب، والآخر ما زال يواصل السباق، سعياً إلى حجز مقعد في الندوة البرلمانية. هذه الظاهرة اللافتة في الإستحقاق النيابي الحالي، توازيها، إنتخابياً أيضاً، إستعانة الماكينات الإنتخابية، بوجوه معروفة على الشاشة، أكان في مجال البرامج أو الأخبار السياسية، لتقديم حفلات إطلاق لوائحها.في 24 آذار (مارس) الماضي، أثار ظهور الإعلامي طوني بارود زوبعة واسعة في الأوساط الإعلامية والشعبية. ظهر الرجل كمقدم لحفل إطلاق «التيار الوطني الحر»، لائحته في بيروت. لم يقف بارود وراء منبر ويتلو الأسماء كما جرت العادة في الإحتفالات المشابهة. بل شاهدناه كأنه يقدم استعراضاً، بالحركة والصوت، ويردد العبارات التي اشتهر فيها كمعلق على المباريات الرياضية: «التيار الوطني الحرّ is on fire»، «ولـــع»، «شرررقط». هكذا، أشعل الإعلامي الشهير مسرح «فوروم دو بيروت»، لكنه، في المقابل، أثار جدلاً حول إنتمائه السياسي، وحول ما إذا كان الإستعراض الذي يقوم به، من منطلق عمل «مطلوب منه» فقط، أم بحكم ميله للتيار البرتقالي. علماً أنّه نفى هذا الإنتماء في أحاديث صحافية، مكتفياً بالتأكيد على أن ما قام به، يندرج ضمن مهمة محددة فقط. كرّت سبحة ظهور وجوه أخرى، على منابر لوائح إنتخابية مختلفة. رأينا ديانا فاخوري مقدمة نشرة أخبار mtv، تطل على منبر «لائحة لبنان السيادة» (اللواء أشرف ريفي)، ضمن دائرة طرابلس المنية -الضنية. قدمت فاخوري أمس، أسماء المرشحين عن هذه الدائرة، وقبلها، ظهرت مقدمة برنامج «بتحلى الحياة» على lbci، ميّا سعيد، على منبر ماكينة إنتخابية أخرى.
هكذا، رست الأحزاب والتيارات السياسية، في معظمها على الإستعانة بوجوه الشاشة، لتصدّر صورة إعلان اللوائح، وينقل هذا الإعلان بالتالي على الشاشات اللبنانية (ضمن الإعلانات المدفوعة)، بغية إعطاء صبغة مختلفة لهذه الإحتفالات، ركيزتها وجوه ألفها المشاهدون/ات على الشاشة الصغيرة، وأخرى غابت لأسباب مختلفة، وعادت و«عوّمت» على هذه المساحات.