حملة مساندة كبيرة على صفحات الفايسبوك في تونس للكوريغراف رشدي بلقاسمي بعد إضطرار هيئة «مهرجان علي مصباح للمسرح» (2005-1958)إلى تأجيل ورشة رقص حول الجسد في المسرح كان سيقدّمها بلقاسمي الذي يعد الراقص الأشهر في الرقص التونسي. علماً أنّه قدم في السنوات العشر الأخيرة، عروضاً عدة في الرقص التونسي أثارت ردود فعل المتزمتين الذين يعتبرون أن رقص الرجل «عيب» و«حرام»!بدأت الحملة بمجرد إعلان «دار الثقافة» في مساكن (الساحل التونسي) عن تنظيم هذه الورشة، وراوحت التعليقات بين التوعد والوعيد والتكفير الاجتماعيـ بما يذكّر بما قام به المتطرفون من انصار «النهضة» الاخوانية ومشتقاتها في السنوات الاولى التي عقبت سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي (2011-1987). إذ عانى المثقفون والمبدعون من حملات التشويه والتعنيف والتهديد بالقتل مثلما حدث في تحطيم واجهة سينما «افريكا»، مما اضطر مالكها إلى غلقها خوفاً من ردود فعل المتطرفين و«قاعة الفن الرابع» وسط شارع الحبيب بورقيبة وتعنيف الشاعر الراحل اولاد أحمد والفيلسوف يوسف الصديق، وتهديد الدكتورة ألفة يوسف بالقتل التي ظلت لسنوات تحت حماية امنية خاصة وتكفير المثقفين على منابر المساجد.
ورد رشدي بلقاسمي متحدياً الذين هاجموه بأنه سيعود إلى مساكن (مدينته) وسينظم الورشة مذكراً أنّه تعلم الرقص والمسرح في «دار الثقافة» في مساكن مع أستاذه الراحل علي مصباح وأنّ لا أحد يستطيع منعه من العمل في مدينته. وتؤكد هذه الحالة على أنّ معركة المثقفين والمبدعين التونسيين مع المتطرفين ما زالت طويلة.