نظّم المسرح الوطني التونسي، مساء أمس الإثنين في قاعة الفن الرابع وسط العاصمة سهرة مسرحية في مناسبة «يوم المسرح العالمي»، كرّمت فيها وزيرة الثقافة حياة قطاط مجموعة من المسرحيين.يأتي الاحتفال بعد ثلاث سنوات من الغياب بسبب كورونا، وغياب مدير عام للمسرح الوطني بعد مغادرة الفنان الفاضل الجعايبي. وقد بادر هذا العام المدير الجديد للمسرح الوطني، المسرحي والأكاديمي معز مرابط، إلى أحياء هذا التقليد وربط الصلة بأجيال من المسرحيين الذين أناروا الخشبة طوال عقود. وقد تم تكريم الفنانة منى نور الدين (1937)، أولى خريجات مدرسة التمثيل العربي في منتصف خمسينيات القرن الماضي التي واكبت تأسيس فرقة مدينة تونس للتمثيل ونجمة السينما والشاشة التونسية. فمنذ منتصف الخمسينيات، لم تتوقف منى نور الدين التي أدارت أيضاً فرقة مدينة تونس التمثيل (أول فرقة محترفة) عن الوقوف على الخشبة وأمام الكاميرا (تعرض الآن مسرحية «الوحلة»)، وقدّمت عشرات الأعمال بين الأعمال الكلاسيكية لموليير وشكسبير وكورناي… ومن الريبيرتوار العالمي، جان جينيه وبيكيت وغيرهما. مما جعلها نموذج نادر في التجربة المسرحية التونسية.
كما تمّ تكريم رفيق درب رجاء بن عمّار (2017 ــ 1954)، المسرحي منصف الصايم، الذي انطلقت مسيرته المسرحية منذ المسرح المدرسي في مطلع ستينيات القرن الماضي، وقدّم مع الراحلة أعمال عدّة تحتفظ بها الذاكرة المسرحية.
وتزامن احتفال هذا العام مع الذكرى الأربعين لتأسيس المسرح الوطني. وكُرّمت في المناسبة مجموعة من أركان هذه المؤسسة المرجعية في تونس. في هذا السياق، أشارت الوزيرة إلى أنّ وزارتها «تضع ضمن توجّهاتها الرئيسيّة تطوير هذا الفن والارتقاء به وتذليل الصعوبات التي قد تعترض أهل المهنة للبناء على الموجود من أجل منشود أفضل وأبهى يُتيحُ فرص الإبداع والإضافة والابتكار لكسب رهان المنافسة ولجعل هذا اللون من الفنون صناعة ثقافيّة حقيقية قادرة على خلق الثروة والاستدامة، وكي يبقى المسرح منارة للرقيّ وإشاعة الجمال ومنبراً للتسامح وحِصْناً منيعاً ضدّ خطابات العنف والكراهية والغلوّ».
وفي السهرة أيضاً، تمت تلاوة بيان «يوم المسرح العالمي» الذي كتبته النجمة المصرية سميحة أيوب، وبيان المسرحيين التونسيين، إلى جانب عرض مسرحية «كاليغولا 2» لفاضل الجزيري.