اختتمت أخيراً في مدينة تطاوين في جنوب شرق تونس على الحدود مع ليبيا ندوة «السرد النسائي في تونس قراءات وشهادات» التي أقيمت على مدى يومين في إطار النسخة الأولى من «ملتقى تطاوين الأدبي».الندوة التي افتتحها أستاذ الأدب الحديث في «جامعة منوبة» ورئيس «اتحاد الكتّاب التونسيين» عادل خضر بمحاضرة بعنوان «أنا المرأة في كتابة الفرنكفونيات التونسيات»، تضمنت مجموعة من المحاضرات والشهادات لكاتبات تونسيات.
في هذا الإطار، قدّمت الروائية والجامعية رفيقة البحوري شهادة بعنوان «خصوصية الكتابة النسوية في السيرة : دراسة تطبيقية في كتاب: في المياه المالحة». أما ثريا سوسية، فكانت مداخلتها بعنوان «حين تقول القصيدة المرأة قراءة في نصوص شعرية لجميلة الماجري وآمال موسى»، فيما تناول أستاذ الأدب الحديث في «جامعة منوبة» بسام البرقاوي خصوصية السرد لدى منيرة الدرعاوي في محاضرة بعنوان «جمالية القصّ في «مدينة النساء» لمنيرة الدرعاوي».
من ناحيتها، تناولت القاصّة فتحية النصيري خصائص الكتابة النسوية العربية في محاضرة بعنوان «النقد وبوح الذات في الكتابة النسوية العربية». أما الدكتور محسن قرسان، فأجرى مداخلة بعنوان «المتحدثات في نماذج من الأدب التونسي»، في الوقت الذي تحدّثت فيه بسمة الحاج يحيى عن الشاعرية في كتابة المرأة ضمن مساهمة بعنوان «الكتابة النسائية بين الشاعرية والواقعية وفن التخيل».
في إطار متصل، تطرّقت يمينة الزلفاني إلى «أي مكانة للصوت النسائي التونسي في المدونة السردية الحديثة؟»، وتناولت عواطف محجوب صوت المتكلم في مداخلة بعنوان «صوت السارد في الكتابة النسائية»، لتحكي نجاة نوار عن «قضايا المرأة في الأدب من نماذج سرد تونسية».
أما المداخلة الأخيرة، فكانت لأحمد بن زايد تحت عنوان «المرأة في النص الروائي تجاور الأصوات في «انوات» لمحمد القاضي وأمال مختار».
وإلى جانب هذه المحاضرات، استمع الحضور لشهادات عن الكتابة لعواطف محجوب وزهرة الظاهري وبسمة بالحاج يحيى وفتحية نصيري ونجاة نوار.
هذه الندوة ناقشت رهانات الكتابة النسوية في تونس من خلال مجموعة من النماذج وخلصت إلى مجموعة من الاستنتاجات، كما جاء في الورقة الختامية. «فالنّاظر في المشهد الأدبي التونسي يجد أن المرأة أخذت نصيباً من الكتابة الإبداعية مقابل انحسار القراءات النقديّة. فهي مبدعة خاصة في مجالات السرد القصصي التخيلي والسيري بما فيه من تشعبات القصة والرواية والسيرة. كما أنها لم تهمل الجانب القرائي النقدي لأعمال غيرها من المبدعين والمبدعات فكانت صوتاً مختلفاً في أحيان كثيرة يأتي اختلافه من جهة النظر إلى المواضيع المطروحة ومداخل تناولها النقديّ»، على حدّ قول أحمد بن زيد. وأضاف الأخير أنّ «المرأة/ الكاتبة تتناول بعضاً من قضاياها ولكنّها تفتحها على أزمات المجتمع عامّة وأحواله وأطواره المختلفة. وتجارب النساء كتابة وحياة إنّما تدرس مع تجارب الرجل لأنهما قطبان يستوعبا مقولة الإنسان دون تمييز في الجنس والنّوع».
حاولت الندوة تقديم إضاءات مختلفة ومتعدّدة حول الكتابة النسائية في تونس، والإضافة إلى ما راكمه «ملتقى المبدعات العربيات» في سوسة طوال سنوات قبل أن يتراجع. ووفق المنظمين، ستكون الندوة موعداً سنوياً لتعميق السؤال حول الكتابة النسوية، كما سيكون لها بُعد عربي مستقبلاً.