بعدما «تحفظت» المديرية العامة للأمن العام في لبنان على فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية وحوّلته على لجنة التدقيق لديها، أرجأ القائمون على «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية» (BAFF) عرض الشريط الذي جال مهرجانات عالمية عدّة وينافس للترشّح عن فئة أفضل فيلم أجنبي في الدورة الرابعة والتسعين من الأوسكار المقررة في 27 آذار (مارس) 2022. وكشف المهرجان المستمر لغاية 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في «مسرح مونو» (الأشرفية ــ بيروت) أنّه «سيتم الإعلان عن موعد جديد للعرض، على ضوء الموقف النهائي للأمن العام من هذه المسألة».في «الرجل الذي باع ظهره» (2020 – 100 د)، تطرح بن هنية قضية اللجوء من خلال اللاجئ السوري سام علي، الذي يهرب من حرب بلده إلى لبنان، قبل أن يقرّر اللحاق بحبيبته إلى أوروبا. لا يجد سام أمامه، إلا أن يبيع ظهره لأحد الفنانين التشكيليّين، ويوافق على تحويله إلى لوحة فنيّة. يضع الشاب السوري أمله في ظهره. يؤمن بأنّ ظهره هو جواز سفره إلى أوروبا للقاء حبيبته. لا يتوقّف الفيلم عند لحظات الحرب السورية، بقدر ما ينفتح على احتمالات اللجوء وطرقه الكثيرة، من خلال مواضيع متعدّدة منها الإتجار بالقضايا الكبرى، فيما يتركّز الشريط بشكل أساسي على العلاقة الإشكالية بين قضيّة اللجوء والحرب ومآسيها، وبين عالم الفن المعاصر بثرائه الفاحش.