بالتعاون بين «غوغل للفنون والثقافة»، و«راديو الغد»، أطلقت أمس منصّة إلكترونية بعنوان «الفن وروح الموصل» تحتفي بتراث المدينة الثقافي والفني، ما بقي منه وما خسرته الموصل خلال فترة حكم داعش. تعرض هذه المنصّة أعمال حوالي 38 فناناً تشكيلياً من الموصل، منهم من أمضى تلك الفترة في الموصل رغم كلّ العقبات. تستند هذه المنصّة إلى معرض «العودة إلى الموصل» الذي كانت قد نظّمه «راديو الغد» ومديره محمد الهاشمي سنة 2019، في «متحف في الموصل»، بمشاركة الفنانين التشكيليين كإعلان لعودة الفن إلى المدينة التي حرمت لسنوات من الفنون والموسيقى والأدب. المتحف نفسه لا يغيب عن المنصّة الإلكترونية التي تقدّم جولات افتراضية داخله، مظهّرة أقسامه المهدّمة بينما تعيد ترميم بعض الأعمال والآثار عبر تقنية 3D، خصوصاً مقتنياته الكلدانية والآشورية التي أعلن التنظيم عن تدميرها من خلال فيديوهات مصوّرة. في المنصّة لوحات وأعمال فنية، وفيديوهات وزيارات افتراضية 3D لبعض المعالم الأثرية للمدينة العراقيّة، منها جامع النوري، الذي خطب فيه أبو بكر البغدادي، وتعرّض للتدمير بعدها.
كما تسلّط المنصّة الضوء على تجارب بعض الفنانين الذين اضطروا إلى العمل في السر، تحت حكم داعش، منهم الفنان حكم الكاتب الذي ظلّ يرسم وينجز لوحاته، قبل أن تقتحم منزله قوّات من التنظيم وتتلف كل الأعمال. من خلال الفيديوهات والتسجيلات الصوتية، تعرض «الفن وروح الموصل» تجارب فنانين آخرين، ممن عاشوا صدمات نفسية نتيجة الفظاعات التي شهدتها المدينة منهم خليف محمود، ومروان فتحي، ومنى نحلة الذين تجسّد لوحاتهم كلّ تلك السنوات القاتمة التي عاشتها المدينة.
وأسهمت منصّة «غوغل للفنون والثقافة»، في صقل وتطوير الأدوات الإلكترونية للمنظّمين، عبر تقنيات مختلفة، تساهم في إحياء وتظهير إرث المدينة الغني.