من المتوقع أن تُحَدَّد قريباً معايير تنوّع صارمة ينبغي أن تتوافر في الأعمال الساعية إلى المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم، سواء في الأفلام نفسها، أو في ما يتعلق بفرق عملها المختصة بالتصوير والتوزيع. ويؤمَل في أن تسهم هذه المبادرة المهمة التي أُطلقت، أوّل من أمس الثلاثاء، في معالجة مسألة غياب التنوّع التي كانت محور الانتقادات على مدى سنوات، إن على مستوى الأفلام المختارة ضمن اللائحة النهائية للأعمال المتنافسة ضمن هذه الفئة، أو على صعيد «أكاديمية فنون وعلوم السينما» المانحة للأوسكار نفسها التي يغلب عليها الرجال وذوو البشرة البيضاء، بحسب المنتقدين.
وكالة «أ ف ب»، نقلت عن رئيس الأكاديمية ديفيد روبن، ومديرها العام داون هادسن، قولهما في بيان إنّه «نعتقد أن هذه المعايير ستكون بمثابة محرّك التغيير المستدام والأساسي للصناعة» السينمائية.
وبحسب القواعد الجديدة التي سيُعمَل بها اعتباراً من سنة 2024، ينبغي على الأفلام المتنافسة على الجائزة الهوليوودية الأهم أن تلبّي على الأقل اثنين من أربعة معايير: أن يكون بين أبطالها ممثل واحد على الأقل ينتمي إلى الأقليات الإثنية والعرقية، وأن تُسنَدَ نسبة 30 في المئة إلى ممثلين من الفئات ذات التمثيل الضعيف، أو أن يكون الموضوع الرئيسي للفيلم مسائل تتعلق بهذه الأقليات. وأن يضمّ الفريق القيادي للفيلم أو فرق العمل الفنية في الكواليس أشخاصاً منتمين إلى المجموعات المغبونة تاريخياً، ومنها النساء والمثليون وذوو الإعاقات. هذا بالإضافة إلى تنظيم تدريب مهني مدفوع الأجر أو دورات تدريبية للأشخاص المنتمين إلى الأقليات، وأن يضم فريق توزيع الفيلم وتسويقه أشخاصاً منتمين إلى الأقليات.
وأوضح البيان أنّ هذه المعايير المستوحاة من تلك المعتمدة في جوائز «بافتا» البريطانية تهدف إلى «تشجيع التمثيل العادل على الشاشة وخارجها، بما يعكس بأفضل صورة تنوّع جمهور الأفلام».
تأتي هذه المبادرة نتيجة جهود مجموعة عمل جديدة استُحدِثّت في حزيران (يونيو) الفائت فيما كانت الولايات المتحدة تشهد تظاهرات احتجاجية على مقتل جورج فلويد، وبصورة أشمل اعتراضاً على العنصرية القائمة على مستوى النظام الأميركي. وفي نهاية الشهر نفسه، تجاوزت «أكاديمية فنون وعلوم السينما» الهدف الذي حددته لنفسها عام 2016 وهو مضاعفة عدد النساء والمنتمين إلى الأقليات بين أعضائها.
علماً بأنّ هذه القواعد لن تطبّق على الأفلام التي ستتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم سنتي 2022 و2023، ولكن ينبغي أن تقدّم هذه الأفلام إلى الأكاديمية بيانات سرية في شأن هذه القواعد.