استغرق صنع أوّل فيلم رسوم متحركة روائي مصري طويل نحو 20 عاماً. لكن القائمين على العمل يشعرون بـ «الفخر» ويعتبرون أن شريطهم «يؤسس لمجال جديد عربياً».«الفارس والأميرة» (96 د) سيناريو وإخراج المصري بشير الديك وإنتاج السعودي العباس بن العباس، وتؤدي أصوات الشخصيات فيه مجموعة من الفنانين المصريين، منهم: عبد الرحمن أبو زهرة، ومحمد هنيدي، وماجد الكدواني، ودنيا سمير غانم، وعبلة كامل، ومدحت صالح بالإضافة إلى فنانين راحلين من بينهم أمينة رزق، ومحمد الدفراوي، وغسان مطر، وسعيد صالح. ويقدر عدد المشاركين في الفيلم بنحو 300 رسام ومصمّم من الجنسين، فيما يتناول قصة فارس عربي ولد وعاش في الفترة الممتدة بين نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع.
بعد عرضه العالمي الأوّل ضمن قسم «الاختيار الرسمي خارج المسابقة» في سياق فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان الجونة السينمائي» (تُختتم غداً الجمعة) في مصر، قال بن العباس في مقابلة مع وكالة «رويترز» إنّه «بدأت هذا المشروع قبل نحو 20 عاما وعيني على الأجيال القادمة وتحديداً إبني الذي كان حينها طفلاً يتابع مسلسلات كارتون مدبلجة لا تنتمي لثقافتنا». وأضاف: «اختمرت الفكرة في ذهني وجئت من الولايات المتحدة حيث كنت أدرس الهندسة إلى مصر، هوليوود الشرق، بحثا عن صنع أول فيلم رسوم متحركة طويل»، ثم أوضح أنّ «أول عقبة صادفتني هي عدم وجود كوادر مؤهلة لهذا الأمر فقررت تأسيس شركة وبدأت في تدريب وإعداد الكوادر اللازمة لصنع الفيلم من رسامين ومصممين، هذا الإعداد وحده استغرق نحو العامين».
ولفت بن العباس إلى أنّه «لم يكن لدينا مرجع أو دليل، استلهمنا أفلام ديزني بمجال الرسوم المتحركة وكنا نضع نصب أعيننا طوال الوقت أننا لا نريد صنع فيلم يقل عن هذا المستوى... في البداية تولى محمد حسيب مهمة الإخراج، وبعد وفاته لم يكن هناك أفضل من بشير الديك صاحب السيناريو لاستكمال العمل، وأصرّ هو أيضاً على صنع فيلم عالمي يحاكي أفلام ديزني».
وقال بن العباس: «اخترنا شخصية الفارس العربي محمد بن القاسم الثقفي الذي فتح بلاد السند وهو في السابعة عشرة من عمره، شخصية ثرية ولم يسلط عليها الضوء بشكل كاف في التاريخ»، مؤكداً أنّه «بعد الاستقرار على الشخصية الرئيسية بدأنا في رسم خطوط الفيلم وباقي الشخصيات المحيطة به ونسج الحكاية حتى تكون جذابة للصغار والكبار على حد سواء... تلى ذلك اختيار الفناين الذين سيؤدون الأصوات، ولأنّنا كنا نطمح في صنع عمل كبير تواصلنا في البداية مع فنانين كبار مثل عمر الشريف وغيره لكن الأمور تعثرت».
ومع مرور السنوات، أصبح من الصعب الوقوف على التكلفة الحقيقية للفيلم بالنظر إلى تغير أسعار العملات وأجور العاملين، لكن المنتج يقدر الميزانية بنحو ثلاثة إلى أربعة ملايين دولار أميركي: «لا أتوقع أن يحقق الفيلم عائدات مالية كبيرة لكنّنا أخذنا الخطوة الأولى وأسسنا لهذه الصناعة وهذا له تكلفته بالتأكيد وأنا أتحملها». وشدّد بن العباس على أنّ «التفاعل مع الفيلم سيكون مؤشراً لنا على خطوتنا القادمة، وأتمنى أن نواصل الطريق ونقدم أفلام رسوم متحركة أخرى طويلة».
ومن المنتظر طرح الفيلم في دور السينما في مصر ودول الخليج خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.