كيف كانت الموسيقى الكلاسيكية في أوروبا قبل قرنَين ونصف القرن؟ أو قبل ثلاثة أو حتى أربعة قرون، أي أيام باخ وما قبله وما بعده بقليل؟ هذا هو محور الأمسية التي تنظمّها «الجامعة الأنطونية» (الحدث/ بعبدا) غداً الخميس ضمن موسم موسيقى حُجرة. المجموعة الثلاثية التي تستضيفها «الأنطونية» مختصّة بهذه الفترة الغابرة من النشاط الموسيقي في أوروبا وبرنامجها يضمّ أعمالاً لستة مؤلفين عاشوا بين عامَي 1590 و1763. الموسيقيون الثلاثة هم الألمانية آنا شول (هاربسيكورد) والفرنسية ليديا باسفيسيوس (ريكوردر — أي الفلوت الخشبي) واللبنانية جنى سمعان (تشيلّو) التي درست في ألمانيا وتخصصت في الموسيقى المسمّاة «قديمة» (أي بشكل أساسي حقبة الباروك وقبلها حقبة النهضة) وعادت إلى لبنان أخيراً لنقل خبراتها من خلال التعليم. وسبق أن أحيَت أمسيات في لبنان ضمن ثلاثي «سوبيتو» قبل سنوات. عازفة الهاربسيكورد ستعطي أيضاً خلال إقامتها اللبنانية دروساً خاصة في آلتها والـ«باسّو كونتينويو» (المرافقة الموسيقية التي كانت رائجة في تلك الحقبات القديمة) من 12 حتى 16 الجاري.على برنامج الثلاثي أربعة أعمال تجمع الآلات الثلاث، وواحدٌ ينفرد فيه الريكوردر وأخيرٌ ينفرد فيه الهاربسيكورد وهو تاج هذه الأمسية، ويتخطى بأشواط الأعمال الأخرى. إنه البارتيتا رقم 3 للألماني باخ، وهو عبارة عن متتالية مبنية بشكل أساسي على إيقاعات رقصات كانت رائجة في عصر الباروك وما قبله في أوروبا. أما الأعمال الأخرى، على أهميّتها التاريخية، فقد لا تتمتّع بمتانة تحفة باخ جمالياً، لكنها تشتمل على قيمة معنوية أو تاريخية كبيرة، أولاً لقدمها و/أو لندْرتها، وثانياً لأنها تعرّف بمؤلفين مغمورين جداً (باستثناء الإيطالي أركانجيلو كوريلّي والفرنسي فرانسوا كوبران)، ونقصد الهولندي ياكوب فان أيك (حوالى 1590 — 1657) والإيطاليَّين جيوفاني بينيديتو بلاتي (1697 — 1763) وداريو كاستيلو الذي أوردت المطبوعة الخاصة بالأمسية إنه مولود حوالى 1590 ورحل عام 1658، وهذا غير دقيق. إذ إن المراجع التاريخية الموثوقة (وليس من بينها ويكيبيديا طبعاً) وكتيّبات الأسطوانات التي تحوي أعماله، غالباً ما تعتمد فترة معيّنة بدون تواريخ وهي مطلع القرن السابع عشر.

*أمسية «موسيقى حُجرة»: 20:00 غداً الخميس ـــ «الجامعة الأنطونية» (الحدث/ بعبدا) ـــ الدعوة عامة. للاستعلام: 05/927000