«هل يمكن تخيّل العودة؟»، سؤال طرحته «مجلة الدراسات الفلسطينية» في عددها الجديد (خريف 2018) المعنون «العودة المتخيلة»، وأدرجت ضمنه أسئلة أخرى تتعلق بكيفية هذه العودة واحتمال حدوثها. في هذا العدد، أرادت المجلة الفصلية الخروج من الحديث عن النكبة التي ناهز عمرها السبعين عاماً، وكتب عنها الكثير، وعن تداعياتها، الى ما وصفته بـ «الرؤية المستقبلية» عبر إخراج «النكبة» من الماضي، آملة أن «تسهم في إنتاج إستراتيجية لتحقيق هذه الرؤية».25 مادة، أدرجت في عدد الخريف، شارك فيها كتّاب ومثقفون، كما فتح الباب للمساهمة في الرسوم واللوحات، والحكايات والمشاهد المسرحية، الى جانب المقالات النظرية، وكل ذلك، بهدف فتح باب النقاش حول قضية العودة «كمشروع ثقافي وسياسي».
في باب المقالات، خصصت مجلة «الدراسات الفلسطينية» مادتين: الأولى لأحمد جميل عزم، بعنوان «صفقة القرن: وهم اخترعه العرب وحاربه الإسرائيليون»، تغوص في هذه الصفقة وتفككها، وتكشف عن تفاصيلها، وتخلص الى إعتبار ان اللاهثين خلف الصفقة هم العرب، فيما كانت «إسرائيل» المستفيدة منها، من حاربها منذ البداية. أما المادة الثانية، فتعود للنائب جمال زحالقه، بعنوان «قانون القومية: دستور الأبارتهايد الإسرائيلي»، يتحدث فيها عن القانون العنصري ويحلل محتواه، ومخاطره في حال نفذته «إسرائيل» فعلياً. كذلك، أضاءت نسرين مغربي في مقالها «الأصيل والدخيل»، على إتكاء الإسرائيليين تاريخياً على الرواية التوراتية، بهدف إثبات أنهم «أصليون على أرض فلسطين».
وفي باب وجهة نظر، تناول الكاتب السوري ياسين الحاج صالح، نظرية الإبادة السياسية، من خلال ما يجري في كل من سوريا وفلسطين، وتحوّل الإبادة السياسية الى إبادة فيزيائية عندما «تستشعر السلطة خطراً وجودياً».