■ كيف يتم التعامل مع النساء الحوامل في الفصول الاخيرة لحملهن؟ليس هناك أي متابعة للأسف الشديد. المستشفى يتعامل فقط مع الحالات الطارئة كحالات النزيف والإجهاض وحالات الولادات. هناك انهيار في المنظومة الطبية.

■ هل لجأتم إلى خيار التوليد القيصري المبكر منعاً للتوليد بعد الطلق وتجنباً للذهاب الى المستشفيات؟
كلا، لأن التوليد المبكر القيصري له مضاعفات، منها دخول المولود الحضانة وموت الأجنّة، ونحن لا نقوم به إلا في الحالات الاضطرارية. والحضانات أساساً مكتظة بإصابات الأطفال، وليس هناك في مجال إلا في حضانات مستشفى الشفاء المركزية وحضانة مستشفى النصر اللتين أغلقتا بسبب ضربات الاحتلال.



■ هل لجأتم إلى توليد النساء في المنازل؟ وكم نسبة من ولدن أطفالهن في المنزل؟
أغلب اللواتي ولدن في المنزل قدمن إلى المستشفى بعدها (نسبة قد تصل إلى 10% في الحرب)، ومن لم تستطع القدوم اتصلت بالإسعاف. هناك سيدات أنجبن في سيارات الإسعاف، وبعضهن في مراكز الإيواء لأن في المراكز قابلات قانونيات. لكن هذه المراكز تفتقر إلى مكمّلات التعامل مع الأطفال بعد الولادة كالـ«فيتامين ك» والعلاجات التي تمنع النزيف بعد الولادة. لذلك، بعض السيدات اللواتي ولدن في المراكز تعرضن للنزيف واستشهدن.

■ ما هو التأثير النفسي للحرب على النساء الحوامل؟
هناك تأثيرات كثيرة كالاصابة بالاكتئاب وفقدان الوزن وفقدان الشهية. هناك سيّدات رغبن في إجهاض أجنّتهم بسبب الأوضاع السيئة وقلّة الاهتمام، كما أن التأثيرات النفسية يمكن أن تدخل السيدات في إجهاض أو ولادات مبكرة أو أمراض سكري الحمل وضغط الحمل بسبب التوتر.



■ هل يؤثر القصف والدخان والمواد الكيميائية على الأجنة ونموها؟ وما هي العوامل الأخرى؟
نعم هناك سيدة تتواصل معي توفي جنينها بسبب الفوسفور الأبيض الذي تنشقته. القصف والدخان والخوف والشظايا التي تصيب السيدات وهدم البيوت على رؤوسهن كلها تؤثر على الأجنة، هناك سيدة استشهدت وتوفيّ الجنين داخلها.

■ كيف يتم التعامل مع الأطفال الخدّج في ظل انهيار النظام الصحي؟ً
كلهم دخلوا الحضانات، توفيّ جزء كبير منهم لأن الاحتلال عندما دخل مستشفى الشفاء قصف محطة الأوكسيجين داخل مستشفى الشفاء التي تمدّ حضانة الأطفال كما تم اقتحام المستشفى، وليس هناك وقود أو كهرباء.

■ كم زادت نسبة الوفيات بين الأطفال الحديثي الولادة نظراً لانقطاع الكهرباء والأجهزة الطبية اللازمة؟
ارتفعت حالات الوفيات من 10 شهرياً من أصل 5000 حالة في الحالات الطبيعية، وزادت بنسبة 30%.

هناك سيدة توفي جنينها بسبب الفوسفور الأبيض الذي تنشقته

■ هل يتوفر حليب أطفال، ما هي الخيارات البديلة خصوصاً إن لم تكن المرأة مرضعة؟
هناك كميات شحيحة أسعارها غالية جداً، بعض السيدات اضطررن للفطام المبكر وإطعام الرضيع قبل أن يتم شهره السادس.

■ ما هي الآلية القانونية للتعامل مع الرّضع الذين استشهد ذووهم أو لم تعرف هويّتهم؟
بعضهم «مرميوّن» في المستشفيات، وبعضهم أخذهم نازحون معهم، وبعض آخر في مراكز الإيواء، هناك الكثير منهم مجهولو الهوية، حتى الآن ليست هناك جهة تنظر في أوضاعهم.

■ أخبرينا عن بعض القصص التي عاينتها خلال عملك في الحرب؟
من القصص المأساوية التي شهدتها قصة الشهيدة وفاء سويركي التي كانت تتابع حملها في مستشفى الشفاء، وكانت حاملاً بأربعة توائم بعد 15 سنة من تأخرالإنجاب، كانت ولادتهم مبكرة وقيصرية، وظلّت شهرين تتابع أوضاعهم في الحضانة. في شهر 10 قصف الاحتلال منزل وفاء واستشهدت مع توائمها. حالة أخرى هي لامرأة، استشهد زوجها وعائلتها، وولدت طفلاً مشوّهاً كان حياً بالبداية ثم استشهد وظروفها النفسية جداً صعبة وكانت لوحدها.