«ما خلصت الحكاية»... بهذا الوسم أرادت ماكينة الرئيس سعد الحريري إحياء الذكرى الـ 18 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. باستحضار هذه الأغُنية، أراد رئيس تيّار المستقبل فتح «طاقة أمل» لأنصاره بأنّه لم يكتب بعد نهاية حياته السياسيّة، بل سيعود إليها «يوماً ما».هذه كلمة السرّ الوحيدة التي سينطقها الحريري خلال زيارته التي تمتدّ بين أربعة وخمسة أيّام، إذ إنه لن يتحدث في السياسة، لا أمام ضريح والده حيث سيكتفي بقراءة الفاتحة ولا خلال استقباله وفوداً في بيت الوسط. لكن، هذه المرّة لن يكتفي «أبو حسام» بأن يطلّ على محبّيه عبر نافذة قصره ليلوّح لهم، بل سيفتح أبواب بيت الوسط أمام «المُحبّين» من شخصيات سياسية ووفود شعبيّة. وقد استنفرت قيادة «المستقبل» والمنسّقيّات لحثّ المناصرين على المشاركة في ذكرى الحريري وزيارة بيت الوسط. ولتأمين الحضور الأوسع، أمّن «المستقبليون» لهؤلاء وسائل النقل مجاناً من مناطقهم إلى بيروت، ثم العودة إلى قُراهم. وعليه، يبدو جلياً أنّ هؤلاء يريدون حشداً شعبياً يُعين الحريري على إيصال رسالة إلى أكثر من جهة بأنّ غيابه عن الساحة لعامٍ كامل لم يغيّر شيئاً في ترتيبه كـ«الزعيم السني الأقوى».
مع ذلك، سيتمسّك الحريري بأنّ هذا المشهد ليس مقصوداً، بل ظهر عفوياً لأنصار رغبوا في أن يشاركوه هذه الذكرى، إذ يشير «المستقبليون» إلى أنّهم لم يوجّهوا دعوات عامّة للمشاركة، وإنّما «الضريح هو لكل الناس».
وينتظر أن يشارك عدد من الشخصيات السياسية والدينيّة في زيارة الضريح أثناء وصول الحريري إليه، إضافة إلى زيارتهم بيت الوسط، ومن بينهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وفيما لم يُعلن بعد عن الشخصيات التي سيستقبلها الحريري، إلا أن المؤكّد أن جدول أعماله سيكون حافلاً بلقاءات سياسية من دون تصريحات أو مواقف، التزاماً بقرار الاعتكاف. وعلم أن الموعد الوحيد الذي ثُبّت على جدول الأعمال حتى الآن هو لنادي رؤساء الحكومات السابقين، أي عملياً الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، غضافة إلى لقاءات مع سفراء ودبلوماسيين.
وقد وصل الحريري إلى بيروت مساء أمس، وينتظر أن يبدأ اليوم سلسلة لقاءات مع قيادة التيار من مسؤولي هيئة الرئاسة والمكتب التنفيذي والمكتب السياسي، على أن تليها اجتماعاتٍ مع منسّقيّات المناطق وفعالياتها، قبل أن يغادر إلى الامارات بين 26 و17 الجاري.