في فلسطين، القتل الاسرائيلي بدم بارد. بلا حول ولا قوة يُضرب الأب امام ابنتيه، ويُعنّف الطفل أمام والدته. في فلسطين، يتمادى العدو الإسرائيلي في انتهاك الكرامات واغتصاب المقدّسات وهتك الاعراض.هذا العام، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير إجراءات قمع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بعدما أقرّ جيش العدو في 20 كانون الأول 2021 ، تعليمات «تسمح للجنود بالدفاع عن أنفسهم» بإطلاق النار على الشبان الفلسطينيين الذين يرشقونهم بالحجارة في الضفة الغربية.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قتلت «إسرائيل» منذ مطلع هذا العام 47 فلسطينياً، أي خمسة أضعاف الفلسطينيين الذين قتلتهم خلال الفترة نفسها من عام 2021 والذين وصل عددهم إلى 10. ووثّق المرصد في تقريره الصادر في 15 نيسان 2022 استشهاد خمسة فلسطينيين في كانون الثاني الماضي، وستة في شباط. وفي آذار، ارتفع العدد إلى 18، فيما قُتل 18 فلسطينيًا خلال 14 يومًا فقط في نيسان من هذا العام. وسُجل ما لا يقل عن ثماني عمليات إعدام ميدانية بذريعة الاشتباه أو محاولة الطعن، حيث ترك الجيش الإسرائيلي جميع الضحايا ينزفون حتى الموت، ولم يُزوّد الجرحى بأي إسعافات أولية في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني. كما قُتل ستة أشخاص في عمليتي اغتيال (إعدامات خارج نطاق القضاء) في نابلس وجنين. وقُتل ستة آخرون في اشتباكات مسلحة أعقبت اقتحام القوات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية.

اتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل

• 1978 اتفاقية «كامب ديفيد»: 2000 شهيد و90 ألف جريح
وقّع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء «إسرائيل» مناحيم بيغن اتفاقية كامب ديفيد في 17 أيلول 1978، برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر، بعد مفاوضات بين الجانبين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ميريلاند الاميركية.
استغل العدو الإسرائيلي الاتفاقية لتكريس احتلاله الأراضي الفلسطينية. فبعدما كانت مصر تمثل الجبهة الأمامية في مواجهة «إسرائيل» منذ عام 1948، قلبت بتوقيع تلك الاتفاقية كل الموازين لمصلحة العدو. فزادت همجية السلطات الاسرائيلية وممارسات العنف والتهجير القسري. وبين عامي 1978 و1993، سقط ما لا يقل عن ألفي شهيد فلسطيني، بينهم حوالي 241 طفلاً، ونحو 90 ألف جريح ومصاب، و75 ألف معتقل فضلاً عن تدمير 1,228 منزلاً.

• 1993 اتفاقية «أوسلو»: 7000 شهيد و50 ألف جريح
وقّع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس وزراء «إسرائيل» إسحق رابين اتفاقية أوسلو في 13 أيلول 1993، في حضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في مدينة واشنطن الأميركية. الا ان المعاهدة لم تنهِ الاعتداءات والاجتياحات الإسرائيلية لمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. بل على العكس، كثرت المواجهات المسلحة وتصاعدت وتيرة الأعمال العسكرية، واندلعت انتفاضة الأقصى التي راح ضحيتها حوالي 4412 فلسطينيًا و48322 جريحًا.
وأسفرت الحرب التي شنّها جيش العدو الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العامين 2008 و2009، عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (بينهم 926 مدنياً: من بينهم 412 طفلاً و111 امرأة) و 4336 جريح. الحرب الثانية التي شنها جيش العدو على القطاع استمرت ثمانية أيام، وأسفرت عن استشهاد 174 فلسطينياً وفقاً لتقرير صادر عن لمفوضية شؤون اللاجئين، وإصابة المئات وتشريد الآلاف.
قتل العدو منذ بداية 2022 أكثر من خمسة أضعاف الفلسطينيين الذين قتلهم في الفترة نفسها من عام 2021


وفي عام 2014، شهد قطاع غزة موجة عنف وسلسلة اعتقالات تعسفية أدت الى اندلاع حرب على القطاع أسفرت عن 2174 شهيداً (بينهم 1743 مدنياً: من بينهم 530 طفلاً و302 امرأة) بحسب التقرير المفصل والشامل عن الخسائر البشرية الصادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان .

2020 اتفاقيات «إبراهامز»: أكثر من 260 شهيداً خلال الأشهر الاولى
خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، بعد أشهر من «السلام العربي - الإسرائيلي» (البحرين والامارات العربية المتحدة والمغرب والسودان، برعاية أميركية) الذي أطلق عليه اسم «اتفاق إبراهامز»، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 666 منزلًا فلسطينيًا ومباني أخرى في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى نزوح 958 شخصًا، بزيادة قدرها 38% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
في أيّار2021، أُجبر الفلسطينيون على ترك منازلهم في القدس الشرقية المحتلة، ونفّذ العدو الاسرائيلي أعمالاً عدائية في قطاع غزة استمرت 11 يومًا. ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، قُصف حوالي 1500 هدف في قطاع غزة بذخائر برية وجوية أدّت الى استشهاد ما لا يقل عن 260 فلسطينيًا، من بينهم 66 طفلاً، وجرح 2200، «قد يعاني بعضهم من إعاقة طويلة الأمد تتطلب إعادة تأهيل»، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.