«إضراب بلا أفق وفي الوقت الضائع»، العبارة نفسها التي استخدمتها الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية للضغط على الأساتذة المتعاقدين لتعليق إضراب دام نحو شهرين، يستعيرها المتعاقدون، اليوم، للاعتراض على إضراب الرابطة المقرر الأسبوع المقبل، احتجاجاً على «الظلم اللاحق بالأستاذ الجامعي ولمنع انهيار أكبر صرح تربوي في لبنان».مصادر الأساتذة المتعاقدين أكّدت «أننا لن نلتزم الإضراب الذي لا يتجاوز ذرّ الرماد في العيون، لكون الحجج التي تذرعت بها الرابطة لعدم تأييد إضرابنا وتقديم الدعم الفعلي لملف التفرغ لم تنتف، إذ لم تُشكّل الحكومة وليس هناك، عملياً، جهة رسمية يمكن التفاوض معها، فماذا عدا مما بدا؟». وأضافت: «لو أن الرابطة تضامنت معنا في البداية لكانت أحدثت فرقاً، لكنها لم تتعامل مع الوضع على خلفية ان الجامعة برمتها مهددة في وجودهت ما لم يقر ملفا التفرغ والملاك، وأن ملف الأساتذة المتعاقدين بالساعة وملف الأساتذة المتعاقدين بالتفرغ متلازمان لإنقاذ الصرح من الانهيار ومنع تفريغه من كفاءاته، وهو ما بدأ عملياً مع اتخاذ أساتذة قراراً نهائياً بالهجرة إلى الخارج أو النزوح إلى جامعات خاصة منذ العام الدراسي الحالي لأسباب اقتصادية، ما سيرتّب أعباء إضافية على المتعاقدين وقد يرفع نصابهم التعليمي إلى 450 ساعة».
وسألت مصادر الأساتذة المتعاقدين: «هل أزمة الجامعة فعلاً هي فقدان رواتب الأساتذة لقدرتها الشرائية والدرجات الاستثنائية للأساتذة؟ وهل تعكف الرابطة على وضع خطة طوارئ لإنقاذ المرفق العام؟ وهل ستعود العام المقبل إلى مقاعد الدراسة، فيما الجامعة مأزومة وتحتضر وعاجزة عن تأمين أبسط مقومات الصمود من القرطاسية والصيانة وشراء مواد للمختبرات؟ وهل أجرت تقييماً للتعليم عن بعد باعتبار أن بعض الأساتذة تكبدوا عناء إصلاح الأعطال التي طرأت على كومبيوتراتهم ومنهم من عجز عن إجراء أي صيانة، فاستبدل التابليت بالهاتف الخلوي».
حالة الإنكار بأن هناك مشكلة حقيقية في الجامعة لم تقتصر على الرابطة وإنما انسحبت، بحسب المصادر، على إدارة الجامعة والعمداء.
أيوب: الإضراب لا يقدّم ولا يؤخّر ولا يخدم مصلحة الجامعة


رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة، عامر حلواني، نفى أن تكون الرابطة صوّبت في مؤتمرها الصحافي، أمس، على رواتب الأساتذة وإن كانت الرواتب من الموضوعات الساخنة حالياً، «إنما قدّمنا جردة حساب في كل الملفات والمشاريع العالقة مع الحكومة والمجلس النيابي، والإضراب هو لرفع الصوت بعدما وصل وضع الجامعة إلى عنق الزجاجة والأساتذة يكادون يختنقون، ونحن كنقابة شو فينا نعمل أكتر من هيك؟».
وعن الخطة التي يطالب بها الأساتذة، أشار حلواني إلى أن هناك جلسة لمجلس مندوبي الرابطة في 29 الجاري لرفع التوصيات إلى الهيئة التنفيذية، معرباً عن اعتقاده بأن الأجواء سلبية في صفوف الأساتذة والأمور متجهة إلى التصعيد. وقال إن الزيارة الأخيرة إلى وزير التربية طارق المجذوب لمناقشة ملف التفرغ «لم تكن إيجابية ولم نلمس أي موقف جدي، فالوزير مقتنع بأن الملف المرفوع إليه غير عادل وهناك أسماء أساتذة غير مستحقين يجب أن تحذف كشرط أساسي لرفعه إلى مجلس الوزراء».
يذكر أن الوزير لا يوافق على تفريغ الأساتذة الآتين إلى الجامعة من ملاكات أخرى مثل التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي والإدارة العامة، وهو «ما يقطع الطريق أمام أي أستاذ يطمح إلى الترقي الوظيفي»، بحسب مصادر المتعاقدين.
رئيس الجامعة فؤاد أيوب رأى أن «رفع الصوت للإضاءة على أزمة الجامعة يكون من خلال عقد مؤتمر صحافي أو الإضراب ليوم واحد كحد أقصى وليس الإضراب لفترات طويلة، وما زلنا على موقفنا بأن الوقت غير مناسب للتحرك الآن، والإضراب لا يقدم ولا يؤخر ولا يخدم مصلحة الجامعة». أيوب استغرب الاتهامات لإدارة الجامعة بأنها تحجب المشاكل، مشيراً إلى «أننا نعمل بصمت ونعرف كيف ندافع عن قضايا الجامعة في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب، وقد وضعنا لجنة التربية النيابية في كل الأجواء وأودعناها مشروع قانون معجلاً مكرراً يتعلق بالتفرغ، ونحمل المسؤولية بأمانة وبلا شعبوية، وإدارة الجامعة حاضنة للجميع من طلاب وأساتذة وموظفين».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا