آخر مرة اجتمعوا فيها في خيمة انتظارهم (في حديقة جبران المقابلة لمبنى الاسكوا)، كانت ليلة وداع أوديت سالم. يومها، كانوا كثراً. ودّعوا رفيقة دربهم بالحزن الذي ألفوه طوال 40 عاماً. كانت تلك المرة الأخيرة التي اجتمعوا فيها ثم «تفرطعوا»، بعدما راحت خيمة انتظارهم هي الأخرى. مرت سنوات، قبل أن يجتمع «اللي بقيوا»، أمس، أمام الخيمة... محتفلين بإقرار قانون «الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرياً». هذه المرة اجتمعوا فرحاً بإقرار حقهم بالمعرفة، وفي مقدمهم رئيسة لجنة المخطوفين والمخفيين قسراً وداد حلواني.أمس، شرعت الخيمة بابها للأمهات والشقيقات والأزواج والزوجات للاحتفال بإقرار حق تأخر عشرات السنوات. المهم اليوم أن «قضيتَنا وصلت إلى محطة مفصلية، هي أقرب لاستراحة محارب»، على ما تقول حلواني، داعية الأهالي لـ«شحذ قوانا وعدم التخلّي عن الإرادة الصلبة التي أوصلتنا إلى هذه المحطة. علينا تجديد صبرٍ أصبحنا نملك مفتاحَه والمثابرة لإكمال المسيرة يداً واحدة لترجمة أحكام هذا القانون».