رفضت إسرائيل أمس موقف لبنان الرسمي من خروقها وأطماعها في الحدود البرية والبحرية، وأكدت أنها ستواصل هذه الخروق مهما كان الموقف الصادر عن لبنان وتهديداته. يأتي ذلك في موازاة تهديدات أطلقها رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، نصح فيها اللبنانيين بـ«عدم اختبار قدرة إسرائيل»، مع التأكيد على «استعداد إسرائيل للتعامل مع جميع السيناريوات».
مصادر في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ردّت على البيان الرسمي الصادر عن لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وأعربت عن رفضها ما ورد فيه، مع التشديد على «لامبالاة إسرائيل بما يصدر في لبنان من تهديدات». المصادر الأمنية الإسرائيلية أشارت في حديث مع القناة الثانية العبرية إلى أن أصحاب القرار «في اسرائيل لا يبالون بالتهديدات من الشمال (لبنان)، وذلك رغم كل الضغط الدولي المفعل ضد اسرائيل»، مشيرة الى أن جيش الاحتلال الاسرائيلي هو الذي «نقل قبل اسبوع رسالة تهديد الى الجانب اللبناني، أكد فيها أن اسرائيل تعمل في أراضيها السيادية وفقاً لقرار صادر عن مجلس الامن حدد فيه الخط الحدودي بين الجانبين مع استكمال الانسحاب من لبنان عام 2000». وقالت المصادر إنه من ناحية اسرائيل، ثمة لامبالاة تجاه ما يصدر عن لبنان، إذ «لا نية لوقف أعمال العائق البري (الجدار الاسمنتي في النقاط اللبنانية التي يدّعي العدو «حقّه» فيها فباتت متنازعاً عليها)، لكن من ناحية حزب الله، سيدفع ثمناً باهظاً إذا أقدم على تسخين الجبهة، ذلك أن رد إسرائيل على ذلك سيكون قاسياً ومؤلماً».
المصادر العبرية عمدت في ردّها الى فصل متعمّد واصطناعي، بين الموقف الرسمي اللبناني الجامع، الوارد في بين بعبدا أمس، وما قالت إنه «خشية لدى حزب الله» من العائق البري (الجدار الاسمنتي)، وادّعائها أنه يشاد داخل «الاراضي الاسرائيلية». وبحسب هذه المصادر، فإن العائق «أثار غضب حزب الله الذي اتصل بالقوات الدولية (اليونيفيل) وأعلمها أنه لن يرضى بالاعمال الاسرائيلية خلف السياج الحدودي». واضافت المصادر العبرية نفسها أن «قوات اليونيفيل خافت من توجه حزب الله، ونقلت لسفيري الولايات المتحدة وبريطانيا رسالة الرفض، من أجل نقلها الى مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية».
وذكرت القناة 12 العبرية في تعليقها على البيان اللبناني، في محاولة لتقليص أهمية ومستوى الخرق الاسرائيلي، أن «الادعاء اللبناني غير صحيح، ذلك أن كل النقاط التي يبنى عليها العائق البري، ولضرورات أمنية خوفاً من وحدات الكوماندوس لدى حزب الله التي تنوي احتلال مستوطنات، هي نقاط موجودة داخل الاراضي الاسرائيلية وفقاً للحدود المصادق عليها من قبل الامم المتحدة». وبحسب القناة، «الخلاف هو فقط على نقطتين اثنتين، وليس 13 نقطة كما يدّعي لبنان».
وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) قد اجتمع أمس على خلفية «التهديدات من لبنان وسوريا»، في جلسة أعلن عنها منذ أسبوع على غير عادة، شددت تل أبيب على أنها ستكون مخصصة كي يستمع الوزراء لاستعراض أمني من قبل الجيش الاسرائيلي، حول التطورات الاخيرة على الجبهة الشمالية، بهدف «تعميق المعرفة لدى الوزراء حول التهديد الشمالي ومركّباته». ما لم يكن معلنا مسبقاً، هو الجولة التي قادت أعضاء الوزاري المصغر، برئاسة نتنياهو، الى الحدود مع لبنان وسوريا، مع إطلاق سلسلة تهديدات، كان أبرزها ما ورد على لسان نتنياهو من على الحدود مع سوريا وتأكيده ضرورة أن لا يختبر أعداء اسرائيل قدراتها، رغم أنه شدد هذه المرة ايضاً، على ان «وجهة اسرائيل هي السلام، الا انها مستعدة للتعامل مع جميع السيناريوات».
وقال وزير في «الوزاري المصغر» لموقع «واللاه» العبري «إن اسرائيل موجودة في معركة مستمرة ضد تعاظم قوة ايران في سوريا ولبنان، لكننا لا نقود نحو اندلاع مواجهات مبادر اليها»، فيما قال آخر إن «لدى اسرائيل خشية كبيرة من محاولات ايران تسليح حزب الله، لكننا نتابع ما يحدث ومصرّون على منع ذلك».