رام الله | «بيكاسو في فلسطين» هو الاسم الذي اختير عنواناً لمشروع يتناول رائد التكعيبية ويتضمن عرض لوحة خاصة استعارتها الأكاديمية الدولية للفنون في رام الله من متحف «فان آبه» في أيندهوفن في هولندا. اللوحة ليست سوى «بورتريه امرأة»، أحد أبرز أعمال التشكيلي الإسباني الشهير (1881 ـــــ 1973)، وقد جابت أكثر من مكان في العالم على مدار السنوات الخمسين الماضية. وها هي تقدَّم يوم الجمعة ضمن معرض فني تنظمه الأكاديمية في سياق فاعليات مشروع «بيكاسو في فلسطين» الذي يستمر ثلاثة أسابيع. الأكاديمية أعلنت أن الفنان الفلسطيني خالد حوراني طلب استعارة اللوحة من المتحف الهولندي في منتصف 2009، ومنذ ذلك الحين بدأ البحث في كيفية نقلها إلى فلسطين. وقد أنشئ لها مكان داخل مبنى الأكاديمية يراعي المعايير العالمية الضرورية لاستقبال اللوحة.
وتستضيف الأكاديمية على هامش المعرض مجموعة من المتحدثين ضمن برنامج «أحاديث بيكاسو» بغية فتح النقاش في المشروع برمته، فنياً وسياسياً واجتماعياً، وكذلك سيُوثَّق المشروع ضمن فيلم سينمائي تحت إشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. وسيقدّم السبت المقبل في «مؤسَّسة المعمل» في القدس.
وبحسب الأكاديمية، إنّ عرض هذه اللوحة في فلسطين يضع أمام الفن العالمي أسئلة أكاديمية عن علاقة الفن بالسياسة والجغرافيا والتنقل، وبهذا «ستكون أول رحلة لبيكاسو إلى فلسطين رحلة بحث في الأنظمة التي تحكم حياتنا ومساراتنا في التنقل والعلم، ودور المتاحف ومقتنياتها في العالم».
من جهته، قال حوراني إن المشروع أكثر من «مجرد استعارة لوحة لعرضها في فلسطين، بل استعارة للتاريخ أيضاً، يمنح حياتنا المعاصرة زخماً جديداً، واستعارة للأمكنة».
ويستمر عرض اللوحة التي تُعَدّ أيقونة الفن الحديث ثلاثة أسابيع في مبنى الأكاديمية في غرفة عرض هي أول متحف للفن الحديث في فلسطين من حيث احترامها للمعايير الضرورية لاستقبال الأعمال الفنية.
«يجعلنا بيكاسو نرى في فلسطين طرقاً مختلفة لعرض الفن، ودوراً جديداً للمتاحف، ومعنى جديداً للفن في سياقات مختلفة. هكذا، نرى أنّ العرض ممكن في أعقد الظروف، بما في ذلك فلسطين»، هكذا تعلّق المديرة التنفيذية لمؤسسة «موندريانا» الهولندية نينا تيلوغن على مشروع «بيكاسو في فلسطين».