زها حديد معمارة المستقبل رحلت بعيداً عن بغداد

  • 0
  • ض
  • ض

انطفأت زها حديد (1950 ــ 2016) بنوبة قلبية، أمس، أثناء تلقيها علاجاً لالتهابات الشعب الهوائية في مستشفى في ولاية ميامي الأميركية. الموت لم ينه تجربة المعمارية العراقية الطليعية، إذ لا تزال مدن عالمية عدة تنتظر إنهاء تنفيذ تصاميمها التي عملت عليها في الفترة الأخيرة. إحدى أشهر المعماريين في العالم، كانت أوّل امرأة تفوز بـ «جائزة بريتزكر للعمارة» عام 2004، التي منحت لأشهر المعماريين أمثال جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نييماير. هذه السنة، استحقت «الميدالية الذهبية» من «المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين»، كأول امرأة أيضاً. منذ مشاريعها الجامعية وبداية حياتها المهنية، أظهرت حديد تألقاً بعملها النظري المفهومي، إذ إن عدداً من تصاميمها المعقّدة في بداية رحلتها، لم يتح لها أن تنجز أو تنفذ. كان ذلك قبل أن تتحول إلى أكثر المؤثّرين في الطابع المعماري لأهمّ المدن الكبرى منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، إذ خلقت تياراً خاصاً يجمع بين التجريد والتعرّجات والفنون الزخرفيّة. ولدت حديد في بغداد عام 1950، وانتقلت إلى «الجامعة الأميركية في بيروت»، حيث درست الرياضيات، قبل أن تبدأ بدراسة العمارة عام 1972 في «المدرسة المعمارية في لندن». بعد 7 أعوام ستنشئ شركتها الخاصة التي مثّلت انطلاقة مهندسة فريدة وطموحة. استقبلت ألمانيا أول أعمالها المنفذة عام 1994، وتحديداً مدينة فايل آم راين، التي احتضنت مبنى محطة إطفاء الحرائق لشركة «فيترا» العالمية للمفروشات، الذي تميز بزواياه القصوى وغير الإعتيادية. صنع هذا المبنى اسم زها حديد، بعدما جذب هذا التصميم النقاد الذين راحوا يشيدون بأعمالها المفاهيمية والمتفرّدة. عام 2002ـ، انتهت أعمال تجديد منصة التزحلق في أنسبروك النمساوية، التي تولّتها حديد، لتأتي النتيجة ساحرة، إذ تحاكي المنصة التي يبلغ ارتفاعها نحو خمسين متراً، تضاريس الجبال الشاهقة. في سينسيناتي في أوهايو صمّمت حديد «متحف الفن المعاصر» عام 2003، ثم «مركز حيدر علييف» (2013) في أذربيجان، و«الجسر الجناح» في إسبانيا، والمركز الرئيسي لشركة الـ BMW للسيارات في لايبزيغ الالمانية، و«دار الأوبرا» (2010) في غوانغجو في الصين، و«مجمع السباحة للألعاب الأولمبية» (2012) في لندن، و«مركز الفنون المعاصرة» (2009) في روما، وجسر أبو ظبي، إضافة إلى تصاميم أخرى لا تزال قيد الإنشاء في إيران وإيطاليا والصين، أهمها فندق في طهران سيكون الأطول في إيران عندما يكتمل خلال العامين المقبلين. إلى جانب هذه المباني، صممت زها حديد استاد «الوكرة» في الدوحة، الذي أثار جدلاً بعدما شُبّه بفرج المرأة. أثار «استاد الوكرة» الجدل مجدداً بعدما كثر عدد عمال البناء الذين قضوا بسبب ظروف العمل المجحفة التي يتعرضون بها. هكذا قطعت حديد مقابلتها على راديو «بي بي سي»، حين ذكّرتها المذيعة بهذه الحوادث التي تتعرض لتعتيم إعلامي في قطر، معلقة إنّ المعماريين «لا يستطيعون فعل شيء إزاء العمال»، كما رفعت دعوى على New York Review Of Books في المحكمة العليا في مانهاتن، بسبب مقالة تتهمها بعدم المبالاة بمقتل مئات العمال الأجانب في قطر. رأى كثيرون أنها سقطة لحديد، فيما أجمع معظم النقاد على أن مهندسة العمارة المعاصرة كانت تهندس أبنية المستقبل عبر الجمع بين اهمية السياقات المادية والمساحات والخطوط الإنسيابية.

0 تعليق

التعليقات