مِن حقّكم أن تصرخوا: بالروح... بالدم!
مِن حقكم أن تقولوا: حياتُنا وأبناؤنا فداءٌ للـ...!
من حقكم أن تكونوا أبطالاً:
البطولةُ هيّنةٌ على الألسنةِ والحناجر. البطولةُ هوايةُ مَن لا يريدون المقامرةَ بشيء. البطولةُ هوايةُ الجبناءِ والبخلاءِ والحمقى:
البطولةُ عقيدةُ موتْ.
لا يفهم قيمةَ الحياة إلا مَن هُدِّدَ بخسارتها.
السجينُ يقول: اجعلوني كَنّاسَ شوارع!
المحكومُ بالإعدامِ يقول: اتركوني، مئةَ مرة، محكوماً بالأشغال الشاقّة المؤبّدة!
المحكومُ بعشرِ سنين يَتَوسّل اختصارَها إلى النصف.
اليائسُ يقولُ: «اقتلوني!»...
وحين يهمّون بقتله سيقول: أسألكم الرحمة!
سيّان أن يكون الإنسانُ سابحاً في مدارِ كوكب، أو محبوساً في جوفِ محارة؛ سيّان:
الإنسانُ يريدُ أن يظلّ حيّاً. وكلُّ ما بعد ذلك ليس إلاّ مِن نافلِ التفاصيل.
مَن هُيِّئَت الألغامُ تحت أعمدةِ بيته يقول: أنقذوا امرأتي وأولادي!
مَن نُهِبَ أساسُ منزله يقولُ لناهِبيه: أتوسّلُ إليكم؛ اتركوا لي الحذاءَ، والقميصَ، ورغيفَ الخبز.
أوناسيس (أوناسيس العظيم) سيقول: خذوا الأساطيلَ والخزائنَ والأرصدةَ والقصور...؛ واتركوا العظمَ واللحمَ ونسمةَ الهواء المبجَّلة!
الشاعرُ يقول: اتركوا ليَ الأوراقَ، والدفاترَ، ومسودّاتِ الدمع!
لكنْ، حين يصير عنقُه تحت السكين، يقول:
خذوا كلّ شيء، وأحرقوا كل شيء؛ واصفحوا عن الحياة!
الحياةُ لا تطلبُ إلاّ سلامةَ وسلامَ نفسها.
الحياةُ مُبتغى نفسِها، وعقيدةُ نفسها.
: الحياةُ فِدْيةُ نفسها.
وحدَها الحياةُ، وحدها، ما لا يستحقّ التفريطَ به، ولا تليق به الخسارة.
: وحدها... الحياة.
10/3/2015