للمرّة الثالثة، يحلّ الشتاء على السوريين في مخيّمات النزوح. وكلّ عام يزداد سوءاً عن سابقه. تقلّ المساعدات ومقوّمات الصمود، ويخرج الدخان الأسود من المدافئ التي يتجمّع حولها الأطفال، محمّلاً بروائح البلاستيك والجلود المحترقة. لن تغيّر الصور التي انتشرت في وسائل الإعلام خلال الشتاءين السابقين من واقع الحال كما لن تُحسّن من ظروفه. وستنتشر صور حزينة وقاسية أخرى مجدداً، وستزيد حالات الموت جرّاء الصقيع. في محاولة للتخفيف من المأساة ولدعم هؤلاء النازحين معنوياً، يحيي موسيقيون سوريّون مقيمون في لبنان اليوم حفلة بعنوان «بنزين وسخ»، تنظّمه مجموعة UV LAB، ويعود ريعه لتأمين حاجات قاطني المخيّمات عبر الجمعيات والمنظمات السورية في لبنان.
UV LAB مؤلفة من مجموعة شبّان سوريين متخصصين في فنّ العمارة والهندسة الداخلية، قاموا بتجهيز مسارح عدّة في لبنان. هذه المجموعة ستأتي بفرق وفنانين من سوريا إلى خشبة مسرح “مترو المدينة”، مع تصميم لمجسّمات وإضاءة ثلاثية الأبعاد وتقنية صوت مميّزة، بهدف تمرير رسالة مفادها أنّ الأزمات والظروف الصعبة لا تقف في طريق الإبداع.

الفرق السورية المشاركة ساهمت في إضافة نشاط ونكهة مختلفة إلى الساحة الموسيقية في لبنان بعدما دفعتها الأزمة إلى البقاء فيه، حتى إنّ بعضها بات معروفاً في بيروت.
في هذه الليلة، يقفون لتسليط الضوء على واقع أبناء جلدتهم المقيمين في المخيّمات اللبنانية منذ أكثر من ثلاثة أعوام. أما أسماء هذه الفرق فهي: «طنجرة ضغط»، «خبز دولة» (روك)، «لتلتة» و«سيّد درويش»، إضافة إلى «الأصلي»، ورائد وفتحي (راب)، و«الصعاليك» (موسيقى شرقية ــ الصورة)، والدي جاي Hello Psychaleppo. وفي ما يتعلّق باسم السهرة، فقد اختير «بنزين وسخ» لأنّ المبادرة انطلقت بهدف شراء وتوزيع المازوت على المخيمات في فصل الشتاء، قبل أن يكتشف المنظمون أنّ الغالبية تعتمد على مدافئ تعمل على الحطب، وغالباً ما يستبدلون الحطب غير المتوافر بأكياس بلاستيكية، وأحذية، وقطع قماش ممزّقة، وقطع مطاط، أي كلّ ما يستطيعون رميه داخل المدفأة.
جمعيات سورية عدّة أعلنت دعمها للحفلة، مثل «بسمة وزيتونة»، وSyrian eyes of the World Disability Rights of Syria، و«اتجاهات، ثقافة مستقلّة»، وغيرها، على أن تتكفّل لاحقاً بتوثيق وتوزيع الاحتياجات على المخيّمات.

«بنزين وسخ»: الليلة 21:30 في «مترو المدينة» (الحمرا بيروت). للاستعلام: 76/309363