أكثر من 20 ألف زائر سيقصدون جبيل على مدى ثلاثة أيام، بدءاً من يوم غدٍ الخميس، لحضور «مهرجان النبيذ الأبيض والزهريّ»، بحسب تقديرات رئيس البلدية وسام زعرور. حلّة جديدة سيلبسها سنسول المدينة الأثريّ، حيث يُقام الحدث بنسخته الثامنة، بدءاً من الساعة السابعة مساء حتى منتصف الليل، لتعريف الزائرين على أفخر أنواع النبيذ اللبنانيّ وغيره من المنتجات المحليّة مئة في المئة. الجديد في دورة 2023 أنّها تستضيف عدداً أكبر من العارضين مقارنة بالسنوات الماضية. إذ سيشارك 42 عارضاً لتقديم أصناف مختلفة ومميّزة من علاماتهم. كما ستُتاح للزوّار فرصة تذوّق منتجات جديدة لم تُطرح في الأسواق بعد. المسؤولة في شركة Eventions المنظِّمة للمهرجان، ندى فرح، تؤكد تنوّع المعروضات كالنبيذ والسيدر والجين والفودكا والعرق، والتي ستترافق مع مأكولات تلائمها كالأجبان واللحوم الباردة والمعكرونة. لا يستقطب المهرجان محبّي النبيذ فحسب، بل عشّاق الموسيقى أيضاً، إذ يتضمّن برنامجاً فنّياً منوّعاً يضمّ مغنين معروفين ومنسّقي أغنيات، بالإضافة إلى فقرات راقصة وترفيهيّة. من هنا، تشير فرح إلى توسعة المساحة المخصّصة للحدث، لتصبح الرقعة المحاذية للبحر مجهّزة بدورها لاستقبال الضيوف.
يتحدّث زعرور عن أهميّة هذا النشاط في المدينة الساحلية الساحرة على الصعيد السياحيّ، موضحاً في حديثه لـ «الأخبار» أنّ الفنادق «فوّلت»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حجوزات المطاعم. وشدّد في الوقت نفسه على أنّ «الشرطة البلدية ستؤمّن المواقف للزوّار وسيّارات كهربائيّة لنقلهم إلى السنسول، فضلاً عن التعاون مع الصليب الأحمر والدفاع المدني».
يشارك مروان قبلان في المهرجان المرتقب الذي يتيح له عرض نبيذه المتفرّد القائم على العسل. صاحب «الخلطة السرية»، يشرح أنّه يربّي النحل بنفسه، ثمّ يستخرج العسل ويستخدم قسماً منه في صناعة هذا النوع من النبيذ الذي غالباً ما يُحتسى مع الحلويات.
ومن كفريّا البقاعية، تحضر خمّارة «كُروم» في خطوة يعتبر مديرها، كريم رحّال، أنّها ستساعد في تعريف الناس على نبيذهم اللبناني الذي ينافس بنوعيّته ذلك المتوافر في الأسواق العالميّة. كما كشف أن الخمّارة أصدرت صنفاً جديداً لذيذاً، وسيكون الزوّار أوّل متذوّقيه.
12 نوعاً من النبيذ، سيّما الأبيض والزهريّ، سيعرضها «شاتو سان توماس»، على أن يبيعها بأسعار مدروسة مخصّصة لهذا الحدث، وفق إحدى مالكاته كلودين توما التي تشارك سنوياً في المهرجان منذ نسخته الأولى.
وعلى الرغم من أنّ النبيذ يستحوذ على الحصّة الأكبر، إلّا أنّ مشروبات أخرى ستكون متوافرة أيضاً. هشام جدعون، أحد مؤسسي «راوي رَم»، شرح طريقة تصنيع هذا المشروب باستخدام قصب السكر اللبنانيّ. ويكشف أنّه سيعرض ثلاثة أنواع منه، بالإضافة إلى الرَم البرازيليّ (كاشاسا) المصنوع على الطريقة اللبنانيّة الذي سيُقدَّم للمرّة الأولى خلال الحدث. من لم يتذوّق بعد «اللّيكور بطعم الزعتر» و«السيدر» المصنوع من عصير التفّاح المخمَّر، و«الجِن»، سيستطيع التعرّف إلى طعمها من خلال منتجات «سيدرا»، وفق مديرها العام مارك صدقة. أمّا عن هدف «إكسير» من المشاركة، فتعبّر مديرة التسويق فيها، أورلي خوروس، عن الرغبة «في التعرّف إلى الزبائن للشرح لهم أكثر عن المنتجات... فالهدف ليس تسويقاً فقط». وتعلن عن عرض أصناف النبيذ الستة التي تنتجها الخمّارة، فضلاً عن العرق الخاص بها الذي لا يتوافر دائماً في الأسواق بسبب إنتاج كميّة محدودة منه الذي يُقدّم أحياناً ممزوجاً بشراب التوت.
هذا المهرجان ليس سوى انطلاقة لموسم الصيف الواعد في جبيل. بعد غياب «مهرجانات بيبلوس الدولية» لسنوات، يكشف زعرور أنّها ستعود لتنطلق في 29 تموز (يوليو) حتى 20 آب (أغسطس) المقبل. كما سيُقام مهرجان «الفلوكة» في السابع من تموز 2023 عند ميناء المدينة، عدا عن أنشطة أخرى.

* «مهرجان النبيذ الأبيض والزهريّ»: بدءاً من غدٍ الخميس ولغاية السبت 24 حزيران (يونيو) الحالي ــ من الساعة السابعة مساءً حتى منتصف الليل ــ جبيل (شمال لبنان).