على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أجمل مفارقة. مُحبِّذو التطبيع في كل العالم العربي معترضون على التطبيع المفترض للحزب في المياه اللبنانيّة. والحزب هو وحده الذي أدار المفاوضات والتقى محمد رعد بنفسه مع المبعوث الأميركي مرات عدّة، لكن بعيداً عن الأضواء. وطاقم 14 آذار برئاسة السنيورة الذي أصرّ على تقديم الخط واحد لإسرائيل ليس لهم من علاقة مع أنهم من المعجبين بالوسيط الإسرائيلي. الحزب وحده يدير الدولة منذ أن أطلّ رفيق الحريري على الساحة، وليس من الظلم تحميله كل المسؤوليّة («كلهم يعني الحزب»، كما أفصح مارك ضو أخيراً والسعوديّة هي غير «النظام الإيراني»). والذين أطروا على تحالف النظام الإماراتي مع إسرائيل والذين أرادوا ضمّ لبنان إلى اتفاقيّة أبراهام يولولون لأن حزب الله فرض التطبيع على لبنان. والحزب من خلال إعلامه، يدعو إلى التطبيع والتصالح مع إسرائيل وأعداء التطبيع في لبنان (من مناصري التطبيع في كل العالم العربي) معترضون ومتبرّمون ولوري هايتايان غاضبة لأن الحزب يفرّط في الحق الفلسطيني. لا يمكن لهم أن يقبلوا بذلك. و«نيويورك تايمز» جوجلت آراء الخبراء في إسرائيل الذين رأوا أن تهديد الحزب كان فاعلاً في المفاوضات، وأن إسرائيل رضخت وقدّمت تنازلات في نهاية المفاوضات، وأن الحزب حقّق «نصراً نفسيّاً وأخلاقيّاً» لكنّ رئيس حكومة العدوّ، الذي يتلقّى النقد على تنازلات حكوماته، يقول إنّ الاتفاق كان نصراً لإسرائيل. ماذا تريدونه أن يقول: أنا قدّمت تنازلات إلى حزب الله؟ لا، وأتباع السعوديّة والإمارات يساهمون في الحملة الانتخابيّة للابيد. هؤلاء مثل اللبنانيّين الذين يصرّون على أنّ إسرائيل كان يمكن أن تنتصر في حرب تمّوز لكن «ما خلّت حالها». إسرائيل قلبها رقيق ولم ترد أن تهزم عدوّها. والبعض يقول: الحزب طبّع. حسناً، لكنّ للتطبيع شروطاً ومتطلّبات. تقولون الحزب طبّع وهو لم يحد في كلامه عن العدوّ. عندما طبّعت الإمارات مثلاً غيّرت كل سياق تغطية إعلامها عن فلسطين وإسرائيل. التطبيع لو كان سريّاً لا يكون تطبيعاً. ولو أنّ الحزب طبّع لا يستمر في كونه الهدف الأوّل للحملات الغربيّة الصهيونيّة والإسرائيليّة. لا للتخوين.

0 تعليق

التعليقات