«إلى ياسمين، سلمى، ورد، وعمر...هناكَ، في المستقبل»

على اسمِ محبتِّكِ يا بِـنـتْ،
على اسمِ مَـحبَّـتِكَ يا صبيّ،
على اسمِ محبّتِكِ أنتِ الأخرى ومَحبّتِكَ أنتَ الآخر،
على اسمِ جميعِ أطفالِ الأرضِ، ومحبّةِ جميعِ أطفالِ الأرض،
سأزرعُ، صباحَ غدٍ، شُجَيرةً صغيرةً صغيرةْ (صغيرةً بهذا الطولِ أو أصغر)
أستَضيفُكم جميعاً، أو تَستضيفونني أنتم (أنتم وأبناؤكم وأبناءُ أبنائكم) في ظلالِها الرحيمة، بعدَ خمسينَ/ ثمانينَ/ مئةِ عامٍ أو أكثر مِن هذه الأيّامِ الظالمةِ، المظلمةِ، القاحلةِ، عديمةِ الرحمةِ والقلبْ...؛
أنتم لتَضحكوا (ربّما حتى علَيَّ/ على سذاجتي، وضعفي، وشيخوخةِ عظامي وعقلي)
وأنا لأَتَـنَشَّقَ ما فاضَ مِن دموعي وذكرياتي،
وأروي لكم -كمَنْ يُريدُ أنْ يَفرحَ ويَـتَـسَلّى ــ
كم الحياةُ كريمةٌ وطـيِّـبةْ
وكَم كان الناسُ تُـعَساءَ ومَقهورين في «تلكَ الأيّام» البائدةِ/ أيّامِنا،
تلكِ الأيّامِ المريرةِ السحيقةِ التي... «تَـنْـذَكِرُ ولا تَـنْعاد»
«تَـنْـذَكِرُ للجميع، ولا تَـنْـعاد على أحد».
أتَـنَـشَّق وأَروي، وأظلّ أَتَـنشَّقُ وأروي؛
فيما أنتم (ربما لأنكم لم تُبصروا مِن قبلُ عجوزاً يبكي)
تَعجبونَ مِن هشاشتي و وَفرةِ دموعي
و... تضحكون.
4/12/2017