حتى أرى ما لا يرى البدوي في تفسير أعمدة الدخانِأقول للصحراء في قلبي بأنك تشعلين لي الغيابَ..
وكي أرى ما لا يراه الآخرون أجيء وحدي.. وحدي..
لأني لم أزل وحدي صراخ الآخرين لهم ولي صوتي
أنا الهمس الذي أودى الضجيج به فأنبت في الفراغ..
لمن يصيح الصائحون؟
الليلُ أخرقُ.. وابن آوى ينهش الغيب الذي ما زال في رأسي..
وأنت؟ حزينة يدك الصغيرةُ والفم البردُ الخجولُ أتكتمين الحزنَ؟
تجرحك الكتابة؟

دولاكروا ــــ «الهمج» (زيت على قماش ـ 1847 ـ تفصيل).

لي أنا جسدٌ سيملؤه العويلُ
من ينزع الأسماء من جسدي ومن يئد الوجوه؟
القاتلون الغابرون يهيّئون عيونهم للقاتلين القادمين
وأنت مثل مدينة تنمو على صدري فيدخلها المغولُ
لمن يعد البربريون الفؤوسَ ومن يرد النار عن مدن تحاصرها الخيولُ؟
لمن يعد البربريون الفؤوسَ؟
ملامح الأطفال تُنسى والينابيع التي لا تدرك الظبياتُ فيها الماء تُنسى
والسيوف الحمرُ في أغمادها تُنسى وينسى وخزة الطعنِ القتيلُ
وأنا أحبك مثلما الأعواد تكسر
مثل نافذة تضيقُ ومثل ساقية تجاه النهر يخذلها الطريقُ..
وبي أنا مسٌّ لأعبرَ خيط ماء في السقوط الحر
هذا الحبُّ أم ماءٌ ثقيلُ؟
فرضية أخرى لقتل الحزن؛ من وجه الضحية يستعاد القتلُ..
أنظرُ... والطلول هي الطلولُ تجيء من أطراف ذاكرتي وتسحقني الخيولُ

* لبنان/ بوبو ديولاسو، بوركينا فاسو