كانت إحدى السيارات تقلّ ثلاثة شعراء، على إحدى الطرقات، في الريف في الربيع، في جنوب لبنان.وحدث ما جعل أحدهم يهتف:
- ما أجمل تلك البلدة!
نظر الشاعر الذي يقود السيارة إلى البلدة وقال:
-نزورها، ونشرب شاياً.
-كيف؟ ونحن لا نعرف أحداً فيها؟
أدار السائق مقود السيارة عند أحد المنعطفات واتّجه نحو البلدة.
وهناك، في الساحة العامة، سألَ أحدَ الأولاد:
-أين بيت الشاعر؟
- يوجد أكثر من شاعر هنا، فأيّهم تريد؟
- لا يهمّ، دلّني على أحدهم.
قاد الولد الشعراء في طريق ضيقة، إلى بيت غارق في أشجار الزنزلخت. وعند الدالية المعرّشة عند مدخل البيت، كان يجلس رجُل عجوز، فسأله الشعراء عن الأستاذ، فناداه، فأتى. وقد عرف الشعراء الثلاثة، من دون أن يضطروا للتعريف بأنفسهم، وقد سرّ كثيراً بزيارتهم له.
كانت جلسة شاي رائعة على شرفة البيت، لولا أنه أفسدها عندما جاء بدفتر ضخم، وراح يقرأ قصائد، موزونة ومقفّاة، ومملوءة بالركاكة والافتعال!