تجلسُ الفرقةُ على الرّملْخلف كثبانٍ كثيرةٍ من الذَّهبِ الفقيرْ
خلف كثبانٍ متحرِّكةٍ في الرِّيحْ كَسِنَامِ القافلة:
ماما أفريقيا..
ماما أفريقيا..
بصوت أجشّ
يغنّي المُغَنّي
مُغمضاً عينيه
تاتيانا ماركوفتسيف ــ «جاز» (زيت على قماش، 2019)

عاضّاً على أشعّة الشّمس:
أيّتها الجميلةُ النَّائمةُ في الخلاءْ
يا ماسة الفحم الّتي لا تحرسها الملائكةْ
ماما أفريقيا.. ماما أفريقيا..
تجلس الفرقةُ على الرّمل في الظَّهيرة
طولُ الوترِ الواحدِ ثلاثةُ أمتار
لتسديد العزف من الآلة
كسهم مُرَيَّشٍ إلى عنق الغزال:
ماما أفريكا..
ماما أفريكا..
وحبّة الْقَرَعِ الجافّة
تشبه بطن طفلٍ مصابٍ
بالكواشيركورْ
تَصْلُحُ دَفّاً جيِّداً للجنائز:
ماما أفريكاااا.. ماما أفريكاااا..
القوافل ضاعت في الرّمال الصَّافيةْ
والكنوز لم يجدها اللّصوص
وأنتِ تضحكين بأسنان بيضاءْ
يا ماما أفريكاااا.. أنت تضحكين.. أنت تضحكين..
تَانْ تَانْ تْرْنْ تَانْ تَانْ تْرْن تْرْنْ تْرْن تْرْنْ..
العازفون كلّهم من مالي
كلّهم من الطُّوغُو
كلهم من زنجبار البعيدة
وكلّهم من لِيسُوتُو
من حنان الضباع على صغارها
من الفخاخ والكاكاو الذي سرقه البِيض
والملاريا
ومن هياكل الأفيال التي بلا عاج في السراب
صيَّادُو أسماكٍ صغيرة
على باب اللهْ
والرّاقصة حوريّة بحر سمراءْ
خصرها من طلاسمْ
وعِقدها الجميل
كلّه
كلّه
كلّه
أصدافٌ
كبيرة
فارغةْ:
تَانْ تَانْ تْرْنْ تَانْ تَانْ تْرْن تْرْنْ تْرْن تْرْنْ
تَانْ تَانْ تْرْنْ
تَانْ تَانْ تْرْنْ
تْرْن تْرْنْ تْرْن
تْرْن
تْرْن
تْرْن
ت
ر
ن
* بروكسل/ المغرب