![](https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/20191115224912919637094549529192112.jpg)
كما يتبدى ذلك في «أبطال وقبور» (1961) فاضحاً طبقات العار وأحوال الخزي التي أفرزتها تحولّات القرن العشرين، ذلك أنّ العالم لم يشفَ من همجيته، رغم اتّساع محيط المعرفة. في روايته الأخيرة «ملاك الجحيم» (1974) التي تزاوج بين السيرة الذاتية وهبوب ريح الكارثة العمومية، ستزداد وتيرة العنف والرعب والكوابيس، وسيباح العالم للعصابات والمشعوذين والمهرّبين، كأنّ لا أمل للبشرية بالنجاة. تتشابك الأحداث والمشاهد المفزعة بسرد زئبقي ومتشكّك، لا يقيني، وإذا بالبشر جميعاً ضحية الاستهلاك الهمجي، والبهيمية لتنتصر الغريزة وحدها. على المقلب الآخر، يعلن ساباتو احتجاجه على ما آل إليه الكوكب من دمار وخراب. ففي «الكاتب وكوابيسه»، يشير إلى «الكذبة الملفّقة» التي أفرزتها التقنية المتقدمة للعلم، تلك التقنية التي أسهمت في «تسريع وتيرة الكارثة التي تحدّق بالإنسانية» الغارقة في متاهة عدمية لا مناصّ منها. ينتسب صاحب «الممانعة» إلى قائمة كتّاب الروايات العظيمة، تلك التي تنسج خطوطها بالعمل على «تعميق مهاوي القلب البشري»، معتبراً أن الإبداع التخييلي كالحلم الذي «يقتحم الأراضي السحيقة للبشر، بحثاً عن الفردوس المفقود». دُفن أرنستو ساباتو في مقبرة «حديقة السلام» في بوينس أيرس، وليس في حديقة منزله، كما كان يرغب، متوّجاً بأعظم جائزة أدبية في الإسبانية «جائزة سرفانتس»، وبقي اسمه مؤجّلاً في مسودات قائمة «نوبل».