باريس | أصدرت «محكمة الجنايات الخاصة» الفرنسية حكماً بالسجن المؤبد بحق المناضل الأممي إليتش راميريز سانشيز، الشهير بـ «كارلوس»، بتهمة تدبير أربعة تفجيرات إرهابية في فرنسا، عامي 1982 و 1983، بينما أعلن الأخير فور إصدار الحكم أنه سيطعن فيه أمام محكمة الاستئناف، وشهر قبضته اليسرى بوجه القاضي، قائلاً:«النضال مستمر، تحيا الثورة، الله أكبر».
وجاء هذا الحكم في أعقاب محاكمة دامت ستة أسابيع، وتخلّلتها نقاشات حامية بين هيئة الدفاع عن كارلوس وهيئة المحكمة. وبالأخص بين زوجة كارلوس المحامية إيزابيل كوتان باير، والمدعي العام، جان فرنسوا ريكار، قاضي مكافحة الإرهاب السابق؛ الذي كان أبرز معاوني القاضي جان لوي بروغيير، الذي تولى التحقيق في التهم الموجهة إلى كارلوس.
وقد عُدّ اختيار ريكار، مدّعياً عاماً في هذ المحاكمة، خرقاً إضافياً للأعراف القضائية. وقالت المحامية كوتان باير «لقد مثّل ذلك دليلاً إضافياً على أن هذه المحاكمة مُسيّسة وغير منصفة». ووصفت المحامية الحكم الذي أُصدر على كارلوس بأنه «فضيحة أخلاقية وقضائية»، وقالت: «الطريقة التي أُصدر بها هذا الحُكم تذكّر بالمحاكمات الاستثنائية التي كانت تُقام في عهد الماريشال بيتان (رئيس حكومة فرنسا المتواطئة مع الاحتلال النازي، خلال الحرب العالمية الثانية). فعلى مدى ستة أسابيع، لم تقدّم المحكمة أيّ دليل ملموس على تورط كارلوس في التفجيرات المنسوبة إليه، عدا بعض القصاصات الصحافية القديمة. ومع ذلك، أصدرت هيئة المحلّفين الحكم بسرعة عجيبة، خلال أقل من 3 ساعات فقط من المداولات، بالرغم من أن الأمر يتعلق بالإجابة عن استمارة معقدة تضم أكثر من مئة سؤال عن براءة كارلوس، أو مسؤوليته في مختلف القضايا التي أثيرت أمام المحكمة. وهذا يبيِّن بوضوح أننا أمام محاكمة سياسية كان الحُكم فيها معدّاً سلفاً».
من جهته، رأى شقيق كارلوس، المستشار السياسي للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، فلاديمر راميريز سانشيز، في تصريح لـ «الأخبار»، على هامش الجلسة الختامية من المحاكمة، أن الحكم الذي صدر ضد شقيقه، كان بالفعل قراراً سياسياً معدّاً سلفاً. وأضاف «ليس من المصادفة أن تُقام هذه المحاكمة الآن بالذات، فكارلوس كان قد أُدين سنة 1997 بحكم مماثل. وبعدما قضى 18 سنة في السجون الفرنسية، منذ اختطافه من السودان سنة 1994، يحق له قانوناً أن يطالب، بدءاً من مطلع العام المقبل، بالإفراج عنه بكفالة، أو نقله إلى السجن في بلده الأصلي فنزويلا. ولهذا السبب أُقيمت هذه المحاكمة لقطع الطريق أمام مطالب بلاده بالإفراج عنه. إنها، إذاً، مسرحية قضائية، الهدف منها إصدار عقوبة مزدوجة بالسجن مدى الحياة على كارلوس، لعرقلة مساعي إطلاق سراحه، أو تسليمه إلى فنزويلا».
أما المدعي العام، فقد برّر الطلب الذي تقدّم به لإدانة كارلوس بالعقوبة القصوى في فرنسا، منذ إلغاء حكم الإعدام، بقوله «إن كارلوس لم يفقد شيئاً من خطورته التي لا تزال قائمة وكاملة ومرعبة». وأضاف «إن خير دليل على ذلك ما قاله كارلوس بنفسه خلال هذه المحاكمة، حين أكّد أنه لم يتغير. وذلك يدل على أنه لم يفقد شيئاً من تطرفه وقدرته على التهديد».
وردّ كارلوس على كلام المدعي العام في مرافعة سياسية مطولة امتدت قرابة 5 ساعات، خلال الجلسة الختامية، قائلاً «لم أتنكر لأفكاري وقناعاتي ونضالاتي. وأتحمل المسؤولية السياسية والعسكرية كاملة عن كل العمليات الفدائية التي قامت بها منظمة الثوار العالميين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنني أطمئن المدعي العام إلى أنني لن أعود إلى خطف الطائرات عندما سيُطلق سراحي، لأن سنّي الحالية لا تسمح لي بذلك، لكن، لا يزال لديّ بالتأكيد الشيء الكثير الذي يمكن أن أقدّمه إلى الثورة، سواء في وطني فلسطين، أو في وطني الآخر فنزويلا».
من جهة أخرى، حكمت المحكمة بالسجن المؤبد غيابياً على مناضليْن أمميين آخرين، من مساعدي كارلوس المقربين، وهما ذراعه اليمنى سابقاً، الألماني يوهانيس فاينريش، المسجون حالياً في فرانكفورت، ورفيقه الفلسطيني علي كمال العيساوي، الذي قالت المحكمة إنها تجهل مكان وجوده حالياً. في المقابل، جرت تبرئة رفيقة كارلوس في عملية فيينا، الألمانية كريستا فروهليش، التي تعيش حالياً في هانوفر، والتي رفضت المثول أمام المحكمة الفرنسية.
4 تعليق
التعليقات
-
عذرا لك أيها الرفيق كارلوسعفوا أيها الرفيق كارلوس ، لقد خذلك العرب مجددا ، لقد خذلك رفاقك الذين وقفوفا معك ، ولم نجدهم اليوم ، عفوا لأن التخاذل قد وصل إلىحد العلم بالمحاكمة عبر وسائل الإعلام ، عفوا لأن الثورة لا تزال متقدة فيك دون غيرك ، فمن أين أتيت أنت لتناضل من أجل فلسطين ، ومن أنت لتقوم بهذا الدور عوضا عن جهابذة الثورة ؟؟؟ نعم ، أنا أحسدك لهذا المنطق الثوري الأممي الذي لم نعهده إلا بشخص غيفارا وحبش و...قلة غيرهم ، اما أن ترمى في السجن بعد هذه الفترة وأن تحكم مؤبدا مجددا ، فعار لهذه الدول التي تدعي الثوروية الأممية التي خبى ظلها ، أن تبقى على قيد الحياة ، عذرا مرة أخرى ، أيها الرفيق ، دمت للثورة ودمت للأمة ودمت بطلا أينما كنت ، فلولا خوفهم منك ، لما أبدوا اعتقالك وليس سجنك ، فالدنيا هي السجن الكبير لفاقدي الحس الثوري في زمن طغت فيه الإمبريالية والرأسمالية المتجذرة في أصحاب النفوس الضعيفة . هنيئا لك مجددا في عالمك ، فستبقى قائدا وملهما وثوريا .
-
اتمنى ان ينشر التعليق الذياتمنى ان ينشر التعليق الذي وضع بعهدتكم منذ صبيحة يوم السبت الساعة 6:33 صباحاً
-
2011 انها سنة انهزام الثوار2011 انها سنة انهزام الثوار بإخفاء رموز الثورة في العالم ، البارحة كارلوس وقبله العقيد معمر القذافي ... الثائر الذي كان شماعة للكثيرين .... اين المطالبين بموسى الصدر في مرحلة ما بعد القذافي ؟ هل إكتفوا بأن يقول مسؤول درجة 12 من عيال ثورة 17 فبراير المزعومة انه مدفون في مكان ما في ليبيا ، هل هكذا تنقضي القضايا ... ام ان هناك خوف من فضح متورطين حقيقيين ؟
-
برسم كل اليساريين العرببرسم كل اليساريين العرب والداخلين في بطائن الملوك والأمراء أولاً ومن استفاد من دماء الشهداء المقاومين ثانياً أما المقاوم الشريف فهو مستنهض أصلاً إلى كل هؤلاء انظروا إلى من خدم أهم قضية يريد بعض العرب الحياد عنها عنيت بها فلسطين هل انتهت النخوة العربية ليترك من سُلم من بين ظهرانيهم سجيناً يمنعه من حريته من يحاول أن يقنع الرأي العام في ماسمي بالربيع العربي أنه نصير الحرية والديمقراطية فهل من مجيب؟؟؟ !!!