اغتال عناصر من «طالبان»، أمس، الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين ربّاني، الذي كان يؤدي دوراً في محاولة احتواء أفراد من الحركة المعارضة لنظام حميد قرضايأعلنت الشرطة الأفغانية، أمس، أن الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني، قتل في هجوم انتحاري استهدف منزله في كابول. وقال المتحدث باسم الشرطة حشمت ستانكزاي إن «انفجاراً وقع داخل منزل برهان الدين رباني أدى إلى استشهاده، وأُصيب عدد آخر بجروح». ووقع التفجير بالقرب من السفارة الأميركية في كابول، وهو ثاني هجوم خلال أسبوع يقع في المنطقة الدبلوماسية التي يفترض أنها مؤمنة.
وصرحت الشرطة بأن انتحارياً من حركة طالبان نفذ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة كانت مخبأة في عمامته. وقال رئيس التحقيقات الجنائية في كابول، محمد زاهر، إن «رجلين كانا يتفاوضان مع رباني باسم طالبان هذا المساء، وخبأ أحدهما المتفجرات في عمامته». وأضاف أن الرجل «اقترب من رباني وفجر العبوة الناسفة. واستشهد رباني وأربعة آخرون، بينهم معصوم ستانكازاي» نائب رباني.
ومقتل رباني هو أكبر عملية اغتيال لشخصية بارزة بعد أقل من شهرين على مقتل شقيق الرئيس الأفغاني أحمد والي كرزاي منذ غزو أفغانستان.
وإثر شيوع نبأ الوفاة، ألغى الرئيس الأفغاني حميد قرضاي رحلته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب ما نقلت «وكالة رويترز» عن المتحدث باسم الرئيس حامد علمي.
وكان رباني، الذي تولى رئاسة البلاد وسط فوضى الحرب الأهلية من 1992 وحتى عام 1996، قد عُيِّن رئيساً للمجلس الأعلى للسلام الذي كلفه الرئيس الأفغاني حميد قرضاي التفاوض مع طالبان، ولم يحقق المجلس أي نجاح في مساعيه حتى الآن. وكان قرضاي يهدف من إنشاء مجلس السلام الأعلى إلى فتح حوار مع المتمردين الذين يحاولون إطاحة حكومته منذ إطاحة نظامهم على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أواخر 2001.
وافتتح المجلس المؤلف من 68 عضواً، اختارهم قرضاي بنفسه في السابع من تشرين الأول 2010 وسط تزايد الأنباء عن محادثات سلام سرية مع زعماء طالبان وعدد من الجماعات المسلحة الرئيسية.
وفي كلمته أثناء افتتاح المجلس، أعرب رباني عن «الثقة» بأن السلام ممكن، حسب بيان صدر عن القصر. ونقل عنه قوله: «آمل أن نتمكن من القيام بخطوات كبيرة لإحلال السلام والقيام بواجبنا بجهد لا يكل ولا يمل وبعون من الله».
وطبقاً لجماعة «هيومان رايتس ووتش»، فإن رباني من بين الشخصيات الأفغانية البارزة المتهمة بارتكاب جرائم حرب خلال القتال الضاري الذي أدى إلى مقتل أو تشريد مئات آلاف الأفغان في مطلع التسعينيات.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)