لا تزال العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية على حالها من الجمود المسيطر منذ جريمة «مافي مرمرة» 2010. العيون مسلّطة على «أسطول الحرية 2» وسط ضغوط أميركية على أنقرة لإلغاء الرحلة المنتظرة بعد أيامتتفاعل أجواء التوتُّر التركي ـــــ الإسرائيلي قبل أيّام من توجّه قافلة «أسطول الحرية ـــــ 2» من الشواطئ التركية إلى قطاع غزّة، وسط تقارير عن تقديم الإدارة الأميركية عرضاً مغرياً إلى أنقرة في مقابل إلغاء رحلة الأسطول المقررة بعد أيام. ونفى وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو نفياً قاطعاً أن يكون قد أرسل وزيراً من حكومته إلى إسرائيل في الفترة الماضية، للتفاوض مع القيادة الإسرائيلية بشأن تحسين العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية، في ردّ على اتهام زعيم المعارضة التركية كمال كليتش دار أوغلو الذي تعهّد، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، مصالحة تركيا مع الدولة العبرية إذا وصل إلى رئاسة الوزراء بعد استحقاق 12 حزيران الجاري. وقال داوود أوغلو «أنا وزير الخارجية التركي، وأؤكد أن أيّ مسؤول تركي رسمي لم يزر إسرائيل منذ جريمة أسطول الحرية، ولم نرسل وزيراً للتفاوض مع تل أبيب» (في 31 أيار 2010).
كذلك نفى داوود أوغلو تغيير موقف حكومته إزاء قافلة السفن التركية المنتظر أن تحمل على متنها 1500 ناشط أجنبي، من بينهم أتراك، إلى قطاع غزة في وقت لاحق من الشهر الجاري، قائلاً إنّ حكومته لا تزال على موقفها المبدئي: القرار يعود إلى المنظمات غير الحكومية التي تنظم المشروع، ولا سلطة للحكومة التركية على منظّمي الأسطول، من دون أن يمنعه ذلك من دعوة المتضامنين الدوليين إلى الأخذ بالحسبان الوقائع الجديدة التي تتجسّد في فتح مصر معبر رفح مع قطاع غزة. وعن هذا الموضوع أشار رئيس الدبلوماسية التركية إلى أنّ أنقرة «لا يمكنها الانقلاب على مبادئها الديموقراطية، وإرغام منظمات المجتمع المدني على التراجع عن إصرارها في ما يتعلّق بفكّ الحصار عن مليون ونصف مليون فلسطيني مسجونين في غزة»، لكنه نصح منظّمي الأسطول الجديد باتخاذ كافة الاحتياطات لعدم تكرار جريمة العام الماضي، لافتاً إلى أنّ على هؤلاء «الانتظار لرؤية مصير فتح معبر رفح، وكيف سيؤثّر ذلك في حركة الملاحة على شاطئ غزّة».
وفي السياق، تحدّثت تقارير نقلتها صحف تركية عن عرض تقدمت به واشنطن إلى الحكومة التركية، يقضي بمنح أنقرة المزيد من النفوذ في المنطقة، من خلال تفويض الحكومة التركية مهمة الوساطة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لاستضافة تركيا مفاوضات سلام بين الطرفين، في مقابل منع قافلة أسطول الحرية من الإبحار نحو غزة، والتصالح مع إسرائيل.
وأكّدت صحيفة «حرييت» أنّ العرض يقوم على منح تركيا «شرف» استضافة مؤتمرات كاجتماع مدريد عام 1991 وأوسلو 1993 تجمع بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية بعد التصالح بين أنقرة وتل أبيب.
غير أنّ دبلوماسياً أميركياً تحدّث للصحيفة وكشف لها أنّ القيادة التركية تبدو غير راغبة في التجاوب مع هذا العرض، على قاعدة أنّ العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية لن تُصلَح إلا بعد أن تعتذر دولة الاحتلال رسمياً عن جريمة أسطول الحرية 2010 وتعوّض عنها.
وبحسب التقرير نفسه، فإنّ الإدارة الأميركية تُعدّ لهذا العرض من دون علم السلطات العبرية، أو التنسيق معها.
(الأخبار)