باريس | بدأ موسم الانتخابات الرئاسية الفرنسية باكراً هذه المرة، وتسابق عدد كبير من الطامحين بالكرسيّ، وكان آخرهم أمس نيكولا هولو، مقدم البرامج التلفزيونية المهتمة بالبيئة وأشهرها «أوشويا». وقبل أيام سبقه الوزير السابق جان لوي بورلو، زعيم الوسط المنشق عن حزب الرئيس، تجمع الأكثرية الشعبية، ولحقه جان لوك ميلانشون مرشح الشيوعيين، بينما أعلن سكرتير الحزب الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند (زوج سيغولين رويال السابق) دخول سباق كسب ترشيح حزبه في الأسبوع الماضي، كما أن من المرتقب أن يعلن دومينيك دوفيلبان اليوم ترشيحه، بعدما انشق عن حزب الرئيس. ومن المعلوم أن مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية «مرشحة طبيعية لليمين المتطرف». مقربون من ساركوزي يقولون إنه «مطمئن لأن المرشحين اليوم يغربلون الأصوات»، وإن المعركة لن تبدأ قبل أن يبرز «مرشح اشتراكي واحد»، في إشارة إلى السباق الداخلي بين المرشحين الاشتراكيين الذين يبلغ عدد الجديين منهم حتى الآن أربعة: مارتين أوبري، سكرتيرة الحزب الاشتراكي، ورويال بالطبع ودومينيك شتروس كان، مدير صندوق النقد الدولي، الذي لا يستطيع بحكم وظيفته الدولية الحديث في السياسة قبل نهاية العام، وهولاند.
قد يكون ساركوزي على حق لأن التنافس يدور بين اليمين الوسطي الممثل بالحزب الحاكم واليسار الوسطي الممثل بالحزب الاشتراكي، إلا أن إلقاء نظرة على المرشحين الحاليين يشير إلى أن بعضهم سوف يأخذ من أصوات اليمين مثل بورلوو ودو فيلبان وربما هولو، والبعض الآخر سوف يحصد من درب اليسار، مثل ميلانشون وبالطبع أولييفيه بوزانسونو حامل لواء اليسار المتطرف، وربما أيضاً هولو، من دون أن يأخذ أيّ من هؤلاء المرشحين صوتاً لمارين لوبن، ما يدل على أن الخطر ليس في المنافسة على دخول قصر الإليزيه بل بالوصول إلى الدورة الثانية، إذ بات شبه محتم أن تكون مارين لوبن حاضرة في الدورة الثانية إذا بقيت الأمور على حالها.
تشغل هذه الحسابات حزب الرئيس، ويلح عدد متزايد من نوابه على ساركوزي لتغيير نمط مقاربته للأمور. ونقل أحدهم لـ«الأخبار» ما دار خلال فطور صباحي في الإليزيه، حين طلب النواب منه الالتفات إلى اهتمامات الفرنسيين، وشددوا على أن المواطن الفرنسي «لا يهتم بالنقاب مثل اهتمامه بالبطالة وبالقوة الشرائية»، وأن الحديث عن «المهاجرين والإسلام لا يفيد إلا اليمين المتطرف» ويُفقد الحزب أصواتاً كثيرة، وأحدهم أشار إلى «الحرب التي تخوضها فرنسا» بقوله إن «الفرنسيين يؤيدون المبادئ التي دفعت لمهاجمة الديكتاتوريين، ولكن يجب الالتفات أيضاً إلى الداخل».
ويقال في هذا المجال إن الأنظار باتت «تلتف اليوم إلى آلان جوبيه كمنقذ إذا تطلب الأمر»، إذ إن فرانسوا كوبيه الذي يعرف أن «دوره لم يحن بعد» لا يريد أن يسمع باسم فرانسوا فييون رئيس الوزراء الذي يمكن «في حال نجاحه أن يأخذ من دربه دورتين».
وفي هذا الأثناء ينتظر ساركوزي ولا يتكلم عن المعركة الانتخابات الرئاسية، بل يقود معركتين حربيتين في ليبيا وفي ساحل العاج لعلهما ترفعان من شعبيته مثلما حصل مع نابليون.