أعلن المتحدث باسم قيادة الأركان الفرنسية جيل جارون، أمس، من باريس أن حوالى 1600 جندي فرنسي انتشروا أمس في أفريقيا الوسطى حيث لم يقع أي اشتباك مع الميليشيات منذ الخميس، متحدثاً عن «توتر» عندما يقترب الجنود الفرنسيون من المجموعات المسلحة في بانغي. وسيّر الجنود الفرنسيون في عملية «سنغاري» دوريات راجلة ومؤللة في الشوارع والجادات ومفترقات الطرق الاستراتيجية، في حين اختفى تقريباً المسلحون ومقاتلو «سيليكا» سابقاً بسياراتهم المكشوفة من الشوارع.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن «الهدوء عاد إلى بانغي رغم بعض التجاوزات هنا وهناك»، مضيفاً «تم إحصاء 394 قتيلاً خلال الأيام الثلاثة الأخيرة» بعد المجازر الإتنية الدينية التي شهدتها بانغي الخميس، في حين أعلن الصليب الأحمر المحلي في حصيلة سابقة سقوط نحو 300 قتيل.
وأكد فابيوس أن «بعض العمليات جارية في مجمل أنحاء البلاد وعمليات نزع أسلحة المتمردين السابقين سيليكا ستبدأ».
وبالموازاة مع انتشاره في العاصمة، بدأ الجيش الفرنسي أيضاً أول من أمس، بالتموضع في شمال غرب البلاد حيث تستمر المواجهات ذات الطابع الإتني والديني منذ أيلول وحيث ما زال التوتر شديداً جداً.
وأعلن رئيس أفريقيا الوسطى الانتقالي ميشال جوتوديا، الحداد الوطني ثلاثة أيام اعتباراً من يوم أمس ترحماً على ضحايا «تلك الأحداث المأسوية».
وقال جوتوديا «في الوقت الذي أخاطبكم فيه، أصبح الوضع تحت سيطرة قوات الدفاع والأمن ولا شيء يعيق استئناف النشاط»، داعياً مواطنيه إلى «الاهتمام بشؤونهم بلا خوف».
وبعد الحصول على الضوء الأخضر من الأمم المتحدة، انطلقت عملية سنغاريس مساء الخميس دعماً للقوة الأفريقية في أفريقيا الوسطى، وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت أن عديد القوات الفرنسية بلغ 1600 جندي، لكنه لن يتجاوز هذا العدد، كاشفاً أن جنود عملية سنغاريس أوكلت إليهم مهمة أولوية تتمثل بوقف المجازر و«نزع أسلحة الميليشيات والمجموعات المسلحة التي تبث الرعب بين السكان».
وأضاف إنهم سيبقون في البلاد «طالما كان ذلك ضرورياً لأداء هذه المهمة».
وفي باريس، دعت فرنسا وأفريقيا في ختام قمتهما المشتركة أول من أمس، إلى «تعبئة دولية واسعة» لتمويل عمليات السلام الأفريقية، وتعهدت باريس بدعم تشكيل قوة أفريقية للتدخل السريع بحلول 2015.
وشدد رؤساء الدول والحكومات في بيانهم الختامي على «أهمية تطوير القدرات الأفريقية للتعامل مع الأزمات» ودعوا إلى «تعبئة دولية واسعة لزيادة تمويل عمليات السلام الأفريقية».
كما أكد هولاند أن التدخل الفرنسي سيكون «سريعاً وفاعلاً» وسيعمل على «نزع سلاح كل الميليشيات والمجموعات المسلحة التي ترهب السكان لإعادة الاستقرار وإفساح المجال في الوقت المناسب لإجراء انتخابات حرة وتعددية»، مؤكداً أن القوات الفرنسية «ستنتشر في أسرع وقت ممكن وفي كل مكان حيث توجد مخاطر تهدد السكان مع القوات الأفريقية الموجودة والتي يبلغ عددها نحو 2500 جندي».
وختم الرئيس الفرنسي قائلاً «خلال مهلة أعتقد أنها ستكون قصيرة، سنكون قد تمكنّا من وقف كل التجاوزات والمجازر».
(أ ف ب، رويترز، الأناضول)