حفلت ردود الفعل الدولية بترحيب واسع لانتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإيرانية، ودعوات إلى حوار بناء مع الدول العربية والغرب، بينما كان أبرز المهنئين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وجاء في برقيه بعث بها الملك عبد الله إلى الرئيس الجديد، نشرتها وكالة الأنباء السعودية: «يسرّنا بمناسبة فوز فخامتكم أن نبعث باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، والتقدم والازدهار لشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيق، مشيدين بما عبرتم عنه في تصريحاتكم من حرص على التعاون وتحسين العلاقات بين بلدينا الشقيقين». وفي الخليج أيضاً، رحب قادة من دول مجلس التعاون التي تربطها بإيران علاقات متوترة، بانتخاب روحاني، ووجه حكام البحرين والإمارات والكويت وقطر برقيات تهنئة الى الرئيس الجديد. وقال رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، في برقيته «إننا نتطلع إلى العمل معكم لما فيه خير المنطقة والشعبين الإماراتي والإيراني».
وفي المنامة، قالت وزيرة الإعلام سميرة رجب لوكالة رويترز «أعتقد أن روحاني فرد في فريق. وأي أحد يأتي من ذلك الفريق سيواصل السياسة ذاتها... لم تعد لدينا ثقة بالنظام الإيراني بعد ما حدث في البحرين».
في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تأمل «تعزيز علاقات الصداقة» مع إيران. وأكد في رسالة تهنئة بعث بها الى الرئيس الإيراني الجديد، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «عزم سوريا على الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة وتطوير التعاون بين سوريا وإيران في جميع المجالات، وفي مقدمها مواجهة مخططات العدوان والهيمنة والاعتداء على السيادة الوطنية في منطقتنا».
في المقابل، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان، الرئيس روحاني إلى «إصلاح» موقف بلاده التي تدعم نظام الأسد. وقال الائتلاف إنه «يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني» من النزاع المستمر في سوريا.
بدورها، هنأت حركة حماس، القيادة والشعب الإيراني بالانتخابات على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار. وقال الزهار لوكالة أنباء فارس الإيرانية «سنحاول أن نُبقي العلاقة مع إيران مميزة من دون أي تدخلات من أي جانب»، مشدداً على أن الحركة ستطور علاقاتها مع إيران.
وفي القاهرة، قال المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة، مراد علي «نتطلع لنرى كيف سيتصرف المرشح الفائز».
وتساءل علي «هل سيكون هناك تغيير في السياسات من الإيرانيين، وخاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية؟»، مضيفاً «نحن بصفة عامة نقبل التعاون مع إيران... لكن لدينا مخاوفنا... المرتبطة... بتدخلها في الشؤون السورية».
من ناحية ثانية، أبدى المجتمع الدولي استعداده للتعاون مع الرئيس الإيراني المُنتخب، ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «تهنئة حارة» الى روحاني، مؤكداً أنه «سيواصل حض إيران على أداء دور بناء في القضايا الإقليمية والدولية».
وفي بروكسل، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أنها «عازمة بقوة على العمل مع القادة الإيرانيين الجدد من أجل التوصل سريعاً الى حل دبلوماسي للمسألة النووية».
من جهته، قال كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو، في مقابلة مع قناة تلفزيون سي.بي.إس، إن انتخاب روحاني يعتبر «مؤشراً يبعث على الأمل» وإنه إذا وفى بتعهداته «بإثبات عدم وجود مخالفة في هذا البرنامج النووي السري فسيجد فينا شريكاً».
ورغم اعتباره أن «انتخابات الأمس شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الإعلام والإنترنت في إطار عام من الترهيب قيّد حرية التعبير والتجمع»، أشاد البيت الأبيض بـ«شجاعة الإيرانيين لإسماع صوتهم».
وفي موسكو، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة تهنئة وجهها الى الرئيس الإيراني المنتخب، «ثقته بأن يشكل عمل حسن روحاني في هذا المنصب الرفيع دفعاً لازدهار إيران البلد الصديق وتعزيز العلاقات الروسية الإيرانية». وأشار الكرملين الى أن «الرئيس الروسي أكد أيضاً رغبته في زيادة تطوير التعاون بما يفيد البلدين، لما فيه مصلحة الأمن القومي والاستقرار الدولي».
ودعت الخارجية البريطانية روحاني، في بيان، «إلى وضع إيران على سكة جديدة من أجل المستقبل، عبر التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان».
أما وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، فقد قال في بيان إن بلاده «مستعدة للعمل» مع الرئيس الإيراني الجديد، وخصوصاً حول الملف النووي و«انخراط إيران في سوريا».
وفي روما، عبرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو، في بيان عن «الارتياح» لكون الانتخابات تمت بطريقة «سليمة»، قائلة «إن إيطاليا تأمل أن يكون من الممكن مع الحكومة الجديدة للرئيس الإيراني، روحاني، العمل على تطوير العلاقات الثنائية وفي أن تبدأ بلا تأخير فترة تفاهم جديدة وحوار بناء بين إيران والمجتمع الدولي».
وفي برلين، رأى وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، في انتخاب روحاني تصويتاً لصالح «إجراء إصلاحات ولسياسة خارجية بناءة»، معرباً في بيان مقتضب عن أمله «أن تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية».
(مهر، أ ف ب، رويترز)