احتلّ انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الاسلامية في إيران محور اهتمامات المعلّقين الاسرائيليين الذين تلاقى العديد منهم على اعتبار أن ما جرى أقلق إسرائيل، لأنه سيجدّد الرهانات لدى الغرب على إمكانية التوصل الى اتفاق معها، وهذا ما سيمنحها المزيد من الوقت.
ورأى المعلّق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل أن إسرائيل لن تتمكن من ترويج دعايتها في العالم ضد إيران، بعدما كانت استفادت في ذلك من مواقف الرئيس أحمدي نجاد من الهولوكوست، مؤكداً أن نتنياهو «بالتأكيد ليس سعيداً» من انتخاب روحاني، خاصة أن من سُمح لهم بالترشح هم الذين يتماثلون مع توجهات مرشد الجمهورية الاسلامية السيد علي الخامنئي. ولفت هرئيل الى أن نتنياهو سيجد صعوبة في إقناع العالم، في ظل الرئيس الايراني الجديد، بضرورة مهاجمة المنشآت النووية الايرانية. ورأى هرئيل أيضاً أن السؤال المفتوح الآن هو ما إذا كان السيد الخامنئي سيبقى متمسكاً بالتكتيك المتمثل في كسب الوقت الى ما لا نهاية، ولكن هذه المرة عبر استخدام الرئيس الجديد وتقديم صورة أكثر اعتدالاً لبلاده في الساحة الدولية، وبدون تنازلات فعلية.
ورأى هرئيل في انتخاب روحاني مؤشراً على صعوبة التقدير المسبق من قبل الاعلام والأكاديميين وأجهزة الاستخبارات، للحراك الجماهيري في دول المنطقة، مشدداً على أن إسرائيل ستتصرف بحكمة إذا ما خفضت وتيرة تصريحاتها لجهة القضية الايرانية في الاسابيع المقبلة، لكن في الوقت نفسه أكد هرئيل أن تل أبيب ستضطر الى التوضيح لإدارة أوباما أن على الولايات المتحدة ألا تتراجع عن مواصلة الضغوط على الايرانيين، لوقف برنامجهم النووي، فقط بسبب نتائج الانتخابات.
أما المعلق الامني في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، فرأى أن السؤال الفوري الآن في إسرائيل والغرب هو كيف سيؤثر انتخاب روحاني في البرنامج النووي العسكري الإيراني، مشيراً الى أن الرئيس باراك أوباما وقادة أوروبا يمكن أن يتبنّوا سياسة «ما يشبه التأخير» التي تسمح لروحاني بتنظيم قوته ومراكمتها، لكن في الوقت نفسه ستكون إيران قد تحولت الى دولة نووية، وهو أمر لم يعد بعيداً.
المسار الآخر المحتمل، في نظر بن يشاي، هو أن يتبنى روحاني تكتيكاً آخر يتمثل في الاتفاق مع ممثلي الغرب على تبطيء السير نحو القنبلة، في مقابل إلغاء الغرب أو تخفيف العقوبات، وبعد فترة من ذلك، وبناءً على تعليمات من السيد الخامنئي، يجري تجديد تخصيب اليورانيوم. وعندها، يخلص بن يشاي، سيكون من الصعب على الدول الغربية ومجلس الامن إعادة فرض العقوبات على إيران، كما أن روسيا والصين لن تسمحا بذلك بالتأكيد.
وأضاف بن يشاي أن هناك طريقاً ثالثاً يمكن أن يتّبعه روحاني، عبر طرح حل وسط قريب مما يطرحه الغرب، لكن سيكون فيه من الثقوب ما يسمح للإيرانيين بالتقدم نحو دولة حافة نووية. وحذر من تبنّي ما سيعتبر الخيار الأقل سوءاً، لكونه ليس فقط سيخفف العقوبات بل سيجعل أي خيار عسكري إسرائيلي أو أميركي فاقداً للشرعية، الى أن يفوت أوانه. ودعا بن يشاي الى ضرورة التأكد من عدم سقوط كل من أوباما ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون في فخ العسل الإيراني.
من جهته، رأى تسافي برئيل في «هآرتس» أنه في حال استخدم روحاني خطاباً ذكياً فقد يسهل ذلك على الرئيس الاميركي باراك أوباما أن يروج للدبلوماسية باعتبارها الوسيلة الأفضل من الهجوم العسكري، ويضع قيوداً ثقيلة على سياسة إسرائيل الأمنية المستقلة، مضيفاً أن واشنطن التي انتظرت نتائج الانتخابات في تأهب وأرغمت إسرائيل على تأجيل خططها العملياتية الموجهة ضد إيران، تستطيع الآن أن تقول بجزم أن سياسة العقوبات قد أثمرت، من دون أن يعني أن إيران ستتراجع عن تطوير مشروعها، لكن واشنطن تستطيع أن تقول إن الجمهور الايراني أظهر أنه يريد التغيير.