بعد اجتماعه مع المفوضة العليا لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون مساء أول من أمس، قال زعيم حزب «أودار» الأوكراني المعارض، فيتالي كليتشكو، إن الاتحاد الأوروبي عبّر عن استعداده لإرسال وسطاء رفيعي المستوى للمشاركة في المحادثات بين السلطات الأوكرانية والمعارضة.
وأضاف كليتشكو أن أهم شيء اليوم هو اتخاذ خطوات حقيقية باتجاه حلّ الأزمة، مشيراً إلى أن البرلمان الأوكراني يجب أن يتخذ بالدرجة الأولى قراراً بالرجوع للعمل بدستور عام 2004، الأمر الذي سيسمح في رأيه بتفكيك احتكار السلطة في البلاد. أما بالنسبة إلى محادثات المعارضة مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، فعبّر كليتشكو عن اعتقاده بأن جانباً ثالثاً يجب أن يكون وسيطاً فيها، للإشراف على سير المحادثات وتسجيل كل الاتفاقيات والالتزامات التي سيتوصل إليها الطرفان.
بدورها، حثت آشتون، الرئيس الأوكراني، أمس على تجنب أعمال العنف في الشوارع، ودعت كل الأطراف السياسية إلى مواصلة الحوار لإخراج أوكرانيا من الأزمة.
وقالت آشتون في مؤتمر صحافي بعد أن عقدت اجتماعات منفصلة مع زعماء المعارضة ويانوكوفيتش في كييف، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة أوكرانيا بعدة طرق، سواء مالياً أو بتقديم الخبرة لتحسين سبل التنمية الاقتصادية على المدى البعيد والمساعدة في التغييرات الدستورية المحتملة. وبالنسبة إلى المواجهات العنيفة التي حدثت بين السلطات والمعارضة منذ تشرين الثاني، قالت آشتون إنها ترى إمكانية التوصل إلى حل وسط وإجراء إصلاحات من خلال «عملية بقيادة أوكرانية».
لكنها عبّرت عن شعورها بالإحباط لفشل الجانبين في التوصل إلى حل وسط وقالت: «أحتاج حقاً إلى أن أشعر بوجود قوة دفع متزايدة في هذا الاتجاه. أعتقد أن هذا هو ما نحتاج فيه إلى مزيد من العمل».
من جهته، وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، أليكسي بوشكوف، الحديث عن احتمال تقديم الغرب مساعدات مالية لأوكرانيا، بأنه فارغ من المضمون وديماغوجي. وقال بوشكوف، في مؤتمر صحافي أمس، إنه «لا يوجد مثل هذه الخطط، بل هناك الحديث عن وجود «ضمانات» و«آفاق للاستثمارات» ومشاورات بعد تشكيل حكومة تقنية جديدة»، وكذلك إن «اتخاذ أي قرار يتوقف على تطور الأحداث في أوكرانيا، ومشاوراتنا مع الحكومة الجديدة». وأكد بوشكوف أنه يفهم عدم رغبة الغرب في تقديم الدعم المالي لأوكرانيا في مثل هذا الوضع المتأزم، إلا أنه لا يريد أن يظهر الاتحاد نفسه وكأنه يستعد لتقديم حزمة هائلة من المساعدات لكييف. وكان القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني ليونيد كوجارا، أعلن في وقت سابق أن كييف تنوي بحث مسألة تقديم دعم مالي أوروبي لأوكرانيا مع آشتون.
في غضون ذلك، أشار نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني، إلى ضرورة مواصلة الحوار مع المعارضة وتشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا. وجاء في بيان للبيت الأبيض، أن الطريق المقبول الوحيد إلى السلام والاستقرار في أوكرانيا هو مواصلة الحوار والتوصل إلى حلّ وسط حول تشكيل حكومة جديدة تنال ثقة الشعب الأوكراني. وطالب بايدن يانوكوفيتش باستخدام كل الإمكانات، بما فيها المقترحات الخاصة بالدعم الدولي لخفض حدة التوتر وبناء جو من الثقة لدى الشعب لحل الأزمة بالطرق السياسية، مقترحاً على السلطات الأوكرانية سحب القوات الخاصة من الشوارع.
إلى ذلك يلتقي الرئيس الأوكراني نظيره الروسي فلاديمير بوتين، غداً في سوتشي (جنوب روسيا)، للمرة الأولى منذ كانون الأول الماضي، حسبما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، مضيفاً أنهما «سيناقشان العلاقات الثنائية».
(الأخبار، أ ف ب)