أعربت السلطة الأوكرانية أمس عن انفتاحها على إمكانية إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء الأزمة، وذلك قبل ساعات من وصول وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى كييف واستئناف الحوار مع المعارضة في البرلمان. فقد أعلن ممثل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في البرلمان، يوري ميروشنيتشنكو، أن الرئيس يمكن أن يوافق على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة لإنهاء الأزمة السياسية في أوكرانيا.

وأضاف ميروشنيتشنكو أن يانوكوفيتش طرح خطتين للخروج من الأزمة، تقضي الأولى بـ«العفو عن المتظاهرين الموقوفين، على أن يخلي المتظاهرون المباني الرسمية التي يحتلونها، أما الثانية فإجراء انتخابات مبكرة». وقال «لقد صوّتنا على قانون العفو، لكنه لم يطبّق حتى الآن».
ولم تصوّت المعارضة على هذا القانون، لأنه يربط الإفراج عن الموقوفين بالإخلاء المسبق للمباني الرسمية، وهي تطالب بقانون آخر ينص على الإفراج غير المشروط عن الناشطين الموقوفين.
كذلك أعلن ميروشنيتشنكو أن السلطة ما زالت تأمل التوصل الى حل للأزمة عبر الخطة الأولى، لكن الثانية ما زالت مطروحة أيضاً.
من جهته، قال أحد قادة المعارضة، الملاكم السابق فيتالي كليتشكو، لدى استئناف أعمال البرلمان أمس، إن «الناس خرجوا إلى الشارع لأنهم يريدون أن يقولوا «يكفي العيش تحت الحكم التعسفي والفساد الشامل في بلد لا مستقبل للناس فيه»، معتبراً أن «السلطة تتحمل كامل المسؤولية عن الأزمة السياسية. يجب أن ننهي الدكتاتورية»، قبل أن يعرض العودة إلى دستور 2004.
كذلك اتهم رئيس حزب «سفوبودا» المعارض، اوليغ تياغنيبوك، السلطة بتنفيذ أوامر موسكو، ودعا إلى تطهير الحياة السياسية الأوكرانية من «نفوذ بوتين».
ويدور هذا الجدال الحاد بالتزامن مع وصول وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون إلى كييف، لتناقش مع السلطة والمعارضة المساعدة المالية التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى أوكرانيا، لمساعدتها على الخروج من الأزمة.
وما زالت قيمة وشروط المساعدة الغربية الجاري دراستها رهناً بالتطور السياسي في أوكرانيا وتشكيل الحكومة الجديدة التي ستحل محل حكومة ميكولا أزاروف الذي استقال الأسبوع الماضي. ويريد المعارضون أن يشغلوا فيها الوزارات الأساسية لدى إقرار التغييرات الدستورية.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن المساعدة الغربية لا يمكن أن تعادل الاقتراح الروسي بتقديم 15 مليار دولار، دفعت منها حتى الآن ثلاثة مليارات، وخفض أسعار الغاز بنسبة 30%.
من جانب آخر، رأى مفوض حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الروسية، قسطنطين دولغوف، أن الدول الغربية يجب أن توقف تدخلها في الشؤون الداخلية الأوكرانية. وأضاف قائلاً «إن التصريحات الصادرة عن ممثلي الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية من الاتحاد الأوروبي، التي دعت الشعب الأوكراني إلى مواصلة الاحتجاجات وتعميقها في ساحة الاستقلال في كييف، لا يمكن تقييمها إلا كتدخل في الشؤون الداخلية، الأمر الذي يتناقض مع الشعارات الديموقراطية التي يدافع عنها هؤلاء الساسة الغربيون». وأعلن دولغوف أن أوكرانيا تشهد اليوم محاولة إقامة دكتاتورية الأقلية، مشيراً إلى أن النضال من أجل الديمقراطية يجب إجراؤه بطرق قانونية، وخاصة عن طريق الانتخابات وتنفيذ طموحات الناخبين عبر الممثلين الذين يختارونهم.
إلى ذلك، أكدت النيابة العامة لمقاطعة سومي الأوكرانية سقوط 13 قتيلاً و7 جرحى في حادث خروج قطار عن سكّته بعد اصطدامه بحافلة في المقاطعة الواقعة في شمال شرق البلاد أمس.
(الأخبار)