Strong>باتت أوكرانيا اليوم أمام مفترق طرق قد يعيدها إلى المظلّة الروسية، بعد انهيار التحالف المؤيد للغرب، ليكون أمام النواب الأوكرانيين تشكيل ائتلاف جديد، قد يكون حليفاً لروسياانعكست آثار الحرب الجورجية ـــــ الروسية، بصورة مباشرة على الداخل الأوكراني، وخصوصاً في علاقاته الخارجية، الأمر الذي توقعته روسيا بعد إضعاف الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي؛ فكييف، التي اتخذت خلال الحرب خطوات تصعيدية تجاه موسكو، مع الإصرار على الانضمام إلى حلف شمالي الأطلسي رغماً عنها، يبدو أنها ستتخلى عن الحرب لتعود إلى موطنها الأصلي، روسيا.
استنتاج يبدو مؤكداً عقب انسحاب حزب الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو، «أوكرانيا حزبنا»، رسمياً من التحالف الحاكم، وسط خلاف حكومي حول الصلاحيات الرئاسية والنزاع الجورجي ـــــ الروسي. وذكرت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أن قرار الحزب، المؤيد للغرب، اتخذ مساء أول من أمس، بعد اجتماع عقده مجلس النواب الأوكراني لمناقشة مشروع قانون تقليص الصلاحيات الرئاسية، وتم إبلاغه إلى البرلمان رسمياً صباح أمس. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن «تترشح رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو ضد يوتشينكو في الانتخابات الرئاسية المقبلة». وأعلن الرئيس الأوكراني «وجود انقلاب قيد التحضير في البرلمان الأوكراني»، إثر اعتماد قوانين تحدّ من صلاحيات الرئيس، مهدّداً «بحلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة على خلفية انهيار الائتلاف الحكومي».
في المقابل، قالت تيموشنكو إن «التحالف المؤيد للغرب قد انتهى»، مع التأكيد أن «حكومتها ستواصل القيام بمهماتها». وأضافت «آسف لأن الرئيس يتصرف بطريقة غير مسؤولة. وبناءً على طلبه انتهى الائتلاف». وكان البرلمان الأوكراني قد صادق في جلسته أمس على مشروع قانون ينزع من الرئيس صلاحيات الفيتو على المرشحين لمناصب وزارية، وسهّل الإجراءات التي تعتمد في مشاريع عزل الرئيس من منصبه. وسيكون أمام النواب الأوكرانيين مهلة 30 يوماً من أجل تشكيل ائتلاف حاكم جديد، وفي حال فشله في ذلك، يصبح للرئيس الحق في حل البرلمان. وكان يوتشينكو قد اتهم تيموشينكو «بالخيانة والفساد السياسي»، بسبب فشلها في دعم الرئيس الأوكراني في تأييد جورجيا، وإدانة روسيا في النزاع الأخير الذي نشب بسبب أوسيتيا الجنوبية.
وذكرت «نوفوستي» أن زعيم المعارضة، فيكتور يانوكوفيتش، الذي يرأس «حزب المناطق»، أعلن دعمه لقرار روسيا، قائلاً إنه «لا يستبعد احتمال تشكيل غالبية برلمانية جديدة مع كتلة تيموشينكو».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)